0 نجمة - 0 صوت
فيصل بن محمد عراقي
تصنيف الكتاب: كتب الصحة العامة
عدد الصفحات: 248
حجم الكتاب: 3.4 MB
مرات التحميل: 7132
إن العلاج بالأعشاب والنباتات هو في حد ذاته نداء للعودة إلي عظمة الخالق والبساطة والبعد عن المركبات والتعقيدات والكيماويات والسموم بكافة أشكالها وصورها وهذا ما تنادي به الآن منظمات الصحة العالمية نظراً لوجود الأمراض الحديثة التي ظهرت وانتشرت ولم تكن موجودة من قبل والتي يظن العلماء والأطباء أنها جاءت من تأثير تلك المواد الكيماوية الموجودة بالدواء الذي يتناوله المرضي والأصحاء دون ما أدني اهتمام أو تفكير منهم بمكوناته أو تركيباته ومدي خطورته ولهذا اتجه كثير من الكتاب والباحثين إلي التنقيب والبحث عن القديم في كنوز القدماء وما تناولوه بالبحث والكتابة في هذا المجال وأخذوا منه ما يواكب العصر الحديث مع إضافة بعض من الأعشاب التي لم يعرفها إلا القدماء وبذلك ربطوا بين القديم بأصالته والحديث بتطوره. وليست هذه دعوة إلي العودة للخلف أو إعطاء ظهورنا للبحوث العلمية التي تجري حديثاً وإنما الغرض هو تسليط الضوء علي جانب مهم جداً من الثروات الطبيعية التي بين أيدينا وتزخر بها أوطاننا من الأعشاب والنباتات التي تجمع بين الغذاء والدواء معاً.
كما إننا لا نقلل بهذا من حجم الإنتصارات التي حققها الطب الحديث ولكننا بحاجة إلي ترشيد المسيرة العلمية في علاج الأمراض وشفاء الأجسام.. ولقد ابتعدنا عن الطبيعة وسننها وبقدر ابتعادنا كان شقاؤنا وآلامنا ومن هنا كانت الحاجة لمثل هذا الكتاب الذي هو بين يدي القارئ اليوم وشعاره (البساطة) وقد عرضنا فيه وصفات العلاج بالاعشاب ونحن علي يقين - بإذن الله - من أن الكثيرين سيجدون فيه علاجاً لأمراضهم التي يقف الطب الحديث الآن أمامها عاجزاً.
ما أشد حاجتنا الآن إلي الرجوع للفطرة السوية قبل فوات الأوان بعد أن أنهكتنا الأدية الكيماوية بتركيباتها الغربية المعقدة من هنا كانت رحلتنا من خلال عرض الأمراض وأعراضها وطرق علاجها بالاعشاب والنباتات وكان من الضروري أن نتناول هذه الأمراض وطرق علاجها خاصة بعد أن تنهت الكثير من الدول المتقدمة لأهمية طب الأعشاب حتي أصبح في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها من الأدوية المصنعة من الأعشاب ما نسبته 25% حالياً.
كما يجب ألا ننسي في هذا المقام فضل الأجداد وأياديهم البيضاء في الطب والصيدلة وشهرة وصفاتهم في العالم مثل (التذكرة) لداود الأنطاكي و (القانون في الطب) لابن سينا و (الصيدلة) للبيروني وكلها غنية عن التعريف والبيان.
ومن هنا عزيزي القارئ قمت بتأليف هذا الكتاب المبسط بما احتواه بين دفتيه رحمة بك وخوفاً عليك من ظلم نفسك بنفسك جرياً وراء العلاج بالعقاقير الطبية والكيماويات المدمرة وحفاظاً علي المناعة الطبيعية التي حباك الله بها ووهبك كنوزها الطبيعية التي تكمن في ذاتك وتخرج من ذرات جسدك عند اللزوم حينما تحتاج إليها بعد أن يدق ناقوس الخطر.
لقد نشأ فن استخدام الأعشاب والنباتات الطبيعية علي يدي العطارين وكانوا يعملون علي بيع الأعشاب وأصناف العطارة المتداولة للعلاج الشعبي وقد تم تقسيم أصناف ومواد العطارة إلي مجموعات مختلفة بإختلاف كل نوع حسب ما يعالجه من الأمراض هذا بالإضافة إلي استخدامها لحالات الضعف العام والأنيميا وسوء التغذية وقد خضع كثير من الأعشاب والنباتات للبحوث المعملية العلمية الكثيرة التي أثبتت صدق وصحة ما ورد بهذا الكتاب وما يزال البحث قائماً أيضاً علي الكثير من الأنواع الأخري التي تكتشف حديثاً.
بماذا تقيّمه؟