كتاب جبل العجائب

0 نجمة - 0 صوت

جبل العجائب

د/ نظمي لوقا

تصنيف الكتاب: كتب أطفال

عدد الصفحات: 46

حجم الكتاب: 3.4 MB

مرات التحميل: 2321


وصف الكتاب :-

في شرفة بيت صغير، ببلاد الأندلس، في إسبانيا، جلست ثلاث شقيقات جميلات صغيرات السن يتحدثن ذات ليلة من ليالي الصيف عن أمل كل منهن في الحياة، فقالت الكبري: أتمني علي الله أن أتزوج طباخ الملك، فتتم سعادتي، لأني سآكل حتي أملأ بطني من أفخر اللحوم والطيور المحمرة والمشوية التي يتفنن زوجي الطباخ الماهر في صنعها للملك، فأسمن، ويزداد بياض لوني واحمرار خدي، وأفتخر أمام جميع النساء بمقام زوجي العظيم!

فقالت الثانية: ما هذه الشراهة؟ أما أنا فأتمني أن أتزوج رجلاً آخر من رجال الملك: إنه صانع الحلوي، كي اتمتع بطعم البقلاوة المحشوة بالفستق، والقطائف المحشوة باللوز، والفطائر المحشوة بالبندق والجوز، والفواكه المسكَّرة، والشراب الحلو الذي تلذع حلاوته لساني. ولن أكون أنانية، فسوف أدعوكما أحياناً لتتذوقا هذه الحلوي الجميلة التي لا تقدم إلا للملك، إن سمح لي زوجي، ولكني واثقة بأنه سيسمح، لأنه طبعاً سيحبني ويعمل ما يرضيني. وأنت يا أختنا الصغري، ما لك ساكتة؟ ألا تتمنين الزواج من رجل عظيم مثلنا؟

فقالت الصغري: - أتمني طبعا أن أتزوج الرجل الذي أحلم به..
- خبرينا من هو؟ حدثينا عنه!
- كلا لا أريد أن أحدثكما عنه!
فجعلت الأختان تسخران منها وتغيظانها حتي تكلمت:
- أتمني أن أتزوج الملك! وسأحبه ولا أطلب منه شيئاً، فيكفيني أن يسمح لي بالحياة بقربه، وسألد له ولداً شجاعاً مثله، وبنتاً جميلة كالقمر. - يا لك من مغرورة! أين أنت من الملك؟ أتريدين أن تصبحي الملكة؟ ما هذا الجنون؟

وفي تلك الليلة كان الملك قد خرج إلي الشوارع متخفياً في ثياب تنكرية، ليعرف أحوال بلده الفقراء الذين يحكمهم، حتي يرفع عنهم الظلم ويحقق في شكاويهم، ووقف في أثناء سيره عند السور الحديدي الذي كانت الشقيقات جالسات خلفه يتحدثن عن آمالهن، وسمع كلامهن كله، فوضع علامة علي باب البيت حتي يميزه عن غيره من بيوت الفقراء.

وفي الصباح بعث رسولاً وصف له البيت والعلامة التي تركها علي بابه، وأمره أن يأتي إليه بالشقيقات الثلاث. فلما حضرن بين يديه في القصر الملكي، وهو جالس علي عرشه، ومن حوله عظماء الدولة وأمراؤها، قال لهن:
- لا تخفن أنتن في أمان، وقد عرفت أنكن يتيمات لا أب لكنَّ ولا أم، وأنكن فقيرات، ولكني أريد أن أحقق لكل منكن رغبتها في الزواج ممن تتمني الزواج به. فمن منكن التي تمنت الزواج من طباخي؟
- قالت له الكبري: أنا يا مولاي.
- ومن منكن التي تمنت الزواج من صانع فطائري؟
- فقالت الوسطي: أنا، أبقاك الله يا مولاي!
- اعلما إذن أن احتفال زواجكما من طباخي وصانع فطائري سيقام بعد أسبوعين، وفي هذه المدة يتم إعداد أفخر الثياب لكما والأثاث لبيتيكما الجديدين علي حسابي الخاص. وسأمنح كلا منكما عشرة آلاف ريال مهراً لها.

فكادت الأختان المحظوظتان تطيران من الفرح، وقدمتا الشكر الجزيل للملك علي كرمه وعطفه، وفكرتا في الإنصراف، وفي ظنهما أن المقابلة الملكية قد انتهت، ولم يخطر ببالهما أن الملك يمكن أن يجازي أختهما الصغري علي غرورها الشديد بغير عقاب، أو - علي الأقل - بغير اللوم والتأنيب. ولكن ما كان أعظم دهشتهما عندما التفت الملك إلي الصغري وقال لها بلطف:
- أعيدي علي سمع هؤلاء السادة الحاضرين ما قلته لأختيك بالأمس، كي أحقق لك هذا الأمل!

فاحمر وجه الفتاة من شدة الخجل والإرتباك، وظنت أن الملك يسخر منها، واندفعت الدموع إلي عينيها الجميلتين، فقال لها الملك: - ألم تقولي: "أتمني أن أتزوج الملك"؟



محتويات الكتاب :-

  • قصة جبل العجائب.
  • أسئلة في القصة.

كتب ذات صلة

تقييم كتاب جبل العجائب

بماذا تقيّمه؟