0 نجمة - 0 صوت
أحمد بهجت لوحات إيهاب شاكر
تصنيف الكتاب: كتب أطفال
عدد الصفحات: 220
حجم الكتاب: 8.5 MB
مرات التحميل: 2327
يقدم لنا القرآن الكريم في قصص الأنبياء والأولياء مجموعة من الحيوان الذي لعب دوراً في التاريخ.
الغراب الذي بعثه الله لابن آدم ليريه كيف يواري سوأة أخيه.
الطير التي ذبحها إبراهيم وفرقها علي قمم الجبال، وبعثها الله من الموت.
بقرة بني إسرائيل التي أمر موسي بذبحها لكشف جريمة قتل غامضة.
الذئب التي اُتهم ظلماً بإلتهام يوسف.
هدهد سليمان الذي أطلعه علي نبأ بلقيس.
دابة الأرض التي أكلت عصا سليمان وهو ميت علي كرسيه فخر عليه السلام علي وجهه.
حمار عزير الذي أماته الله مائة عام ثم بعثه أمام عيني صاحبه.
الحوت الذي ابتلع يونس في جوفه زمناً ثم قذفه إلي البر لأنه كان من المسبحين.
كلب أهل الكهف الذي نام مع أصحاب الكهف ثلاثمائة عام وتسع سنوات.
نملة سليمان التي نادت علي النمل أن يدخل مساكنه حتي لا يحطمنهم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون.
فيل أبرهه الذي كان مُكَلّفاً بهدم الكعبة ثم سمره الخوف من الله تعالي في مكانه فلم يتقدم.
وقد ورد ذكر هذه المجموعة من الحيوان في القرآن الكريم، وورد معها ذكر مجموعة أخري كانت في بعض صورها الظاهرة طيراً أو حيواناً أو نباتاً ولكنها في حقيقتها كانت آية من آيات الله، مثل عصا موسي التي تحولت إلي ثعبان مبين، وطير عيسي الذي صنع منه كهيئة الطير ثم نفخ فيه فصار طيراً بإذن الله، ومثل الطير الأبابيل التي أرسلها الله تعالي علي أصحاب الفيل فرمتهم بحجارة من سجيل.. وقد ورد ذكر هذه المجموعة من الحيوان في القرآن الكريم.
وهناك حيوان ورد ذكره في السنن الصحاح؛ عنكبوت الغار التي نسجت بيتها علي باب الغار الذي اختبأ فيه رسول الله صلي الله عليه وسلم.
نحن أمام مجموعة من أفراد المملكة الحيوانية التي لعبت دورها في الحياة وظهرت علي مسرح الأحداث فترة ثم أُسدل عليها الستار، ذكرها القرآن الكريم مجرد ذكر، أو قص موقفاً أو أكثر من مواقف حياتها في ومضات سريعة، وبقيت حياتها نفسها غارقة في الغموض.
في طفولتي.. أحببت هذه المجموعة من الحيوان.. كنت أقرأ قصص الأنبياء أو أستمع إليها فلا أستطيع لحداثة سني أن ألتقط قمم المعاني منها، فكنت أكتفي بالتفكير في الحيوان الذي صاحب النبي أو كان في خدمته.
وحين كبرت أكثر.. أخذ حبي للحيوان بعداً آخر.. كل كلب ضال في الطريق هو كلب أريد أن أطعمه وأربت علي رأسه.. من يدري.. ربما كان حفيداً بعيداً لكلب أهل الكهف.. وكل حمار هزيل في الريف هو بالنسبة لي مخلوق صديق وحبيب، لم لا يكون ابناً بعيداً لحمار عزير الذي مرت به تجربة الموت والبعث.
لقد حكيت قصص الأنبياء والأولياء في عديد من الكتب، ولم يكن ممكناً في قصص جادة وخطيرة، يتعلق بها خلاص الإنسان وآخرته، أن يلتفت أحد إلي هذه الأصوات الضعيفة القريبة من الأرض، أصوات الحيوان، أو يتابع مجري تفكيرها - لو كان لتفكيرها مجري - أو يصور لنا دهشتها - لو كان ممكناً أن يدهش الحيوان - وهي تعيش مع الأنبياء وتشهد هذه المعجزات أو تكون هي نفسها جزءاً من المعجزات.. وهكذا ظُلمت هذه المجموعة من الحيوان وانطفأت سيرتها الخاصة علي مدي أربعة عشر قرناً من الزمان. وإذا كانت شدة الظهور تلد الخفاء، فقد حدث نفس الشئ هنا.
بماذا تقيّمه؟