0 نجمة - 0 صوت
محمد عطيه الابراشي
تصنيف الكتاب: كتب أطفال
عدد الصفحات: 47
حجم الكتاب: 6.6 MB
مرات التحميل: 4068
كان لأحد الملوك القدماء أخت تعيش معه في قصره، بعد أن ماتت زوجته، وتركت له من الأولاد ثلاثة: أميرين وأميرة. وقد ازداد حب الملك لأولاده، بعد وفاة والدتهم الملكة، وأحبهم حباً كثيراً؛ ليعوضهم ما فقدوه من عطف أمهم وحبها لهم، وتفكيرها فيهم، فكان يسأل عنهم كلما حضر، ويفكر فيهم كلما دخل، ويوصي بهم كلما خرج، ويطلبهم كلما جلس لتناول طعام الإفطار أو الغداء أو الشاي أو العشاء.
فغارت عمتهم من شدة محبة أخيها لأولاده، وصممت فيما بينها وبين نفسها أن تعمل سراً كل وسيلة ممكنةلإبعادهم عن أبيهم والتخلص منهم.
وفي يوم من الأيام كان الأميران يلعبان مع أختهما الأميرة في حدائق القصر بعد خروج الملك، فشوّقتهم عمتهم وحببت إليهم الذهاب معها إلي الغابة للعب فيها، ووعدتهم أن تريهم أشياء جميلة، وألعاباً لذيذة سارة تحت الأشجار هناك.
فصدق الأميران والأميرة ما قالته عمتهم، ولم يعرفوا ما تخفيه عنهم من الشر، وذهبوا معها للعب والرياضة في الغابة، ومشاهدة الأشياء الجميلة فيها، ورؤية الألعاب الغريبة تحت أشجارها.
وقد شعر الأطفال بسرور كثير عندما خرجوا مع عمتهم لهذه الرحلة. وأخذوا يمشون معها في الغابة حتي وصلوا إلي وسطها، فأحسوا بالتعب الشديد، وظهرت علاماته في مشيتهم، وعلي وجوههم بعد هذه الرحلة الطويلة المتعبة التي لم يجربوها من قبل.
ولما شعرت العمة بشدة تعبهم، قالت لهم: ناموا هنا تحت هذه الشجرة حتي تحضر الحوريات لتلعب أمامكم ألعاباً لم تروها، وستجدون في مشاهدتها كل لذة وسرور.
فصدق الأطفال ما قالته عمتهم، وأطاعوا أمرها، واستمعوا إلي كلامها، وناموا جميعاً تحت الشجرة في الغابة، لشدة تعبهم من طول الرحلة وكثرة المشي. وظنوا أن عمتهم ستجلس بجانبهم لتحرسهم وهم نائمون.
وبعد أن نام الأطفال، وتأكدت العمة من نومهم، تركتهم وحدهم تحت الشجرة نائمين، حتي تأتي الحيوانات المفترسة في الغابة، لأنهم صغار لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم، وليس معهم من يحرسهم.
ورجعت العمة الشريرة إلي القصر، وهي مسرورة ولم يشعر بها أحد عند رجوعها، ولم يرها أحد حينما أخذت الأطفال المساكين وخرجت بهم إلي الغابة.
فلما أتي موعد الغداء، حضر الملك، ولم يحضر الأطفال من الحديقة لتناول الطعام مع أبيهم كالعادة، فأخذ الخدم يبحثون عنهم فلم يجدوهم في أي مكان بالقصر أو الحديقة. وانتشر الحرس للبحث عنهم في المدينة، فلم يجدوا أحداً منهم.
وخرج الملك ووزراؤه ومستشاروه، وجنوده ومحبوه للبحث عن الأميرين والأميرة، في كل بلد من البلاد القريبة والبعيدة، ورجعوا جميعاً بغير فائدة.
ولم يعرف أحدٌ لهم مكاناً. ولم يعرف أحدٌ الجهة التي قصدوها واختفوا بها، إلا العمة الشريرة التي كتمت جريمتها، ولم تذكر شيئاً مما فعلت.
حزن الملك حزناً شديداً لغياب أولاده الثلاثة، أولاده الأعزاء، واختفائهم، وعدم معرفة مكانهم. وزاد عليه الحزن، وأخذ أصدقاؤه من النبلاء والوزراء يُسلّونه، ويرجون منه الصبر.
ولكن كيف يصبر وقد اختفي أولادة مرةً واحدةً؟ وظهرت عليه الأحزان والأفكار المحزنة. وفي النهاية وجد أنه لا فائدة من الحزن، وأن الجزن لن يرجع له أولاده الأعزاء، فصبر وتمسك بالصبر الجميل، وشكر لله هذا الإمتحان وترك أموره لله جل شأنه.
كل هذا حدث ولم تذكر أخت الملك الشريرة شيئاً عن الحيلة التي احتالت بها علي الأطفال الأبرياء، والجريمة التي ارتكبتها.
.. الخ
بماذا تقيّمه؟