0 نجمة - 0 صوت
يعقوب الشاروني
تصنيف الكتاب: كتب أطفال
عدد الصفحات: 46
حجم الكتاب: 3.7 MB
مرات التحميل: 3257
في قديم الزمان، عاشت أميرة رائعة الجمال، في مدينة عظيمة، تحكمها ملكة عجوز.
ولقد تقدم عدد كبير من أفضل الشبان يطلبون الزواج من الأميرة. لكن الملكة لم تكن تريد هذا الزواج، لكي لا يطالب الزوج بأن يصبح ملكاً بدلاً منها. لهذا كانت تطلب ممن يتقدم لخطبة الأميرة، أن يقوم ببعض الأعمال الصعبة. فإذا أخفق، تسجنه في جزيرة وسط البحر، يرعي الماعز والأغنام طوال حياته.
ولم يتمكن أي شاب من تنفيذ طلبات العجوز، فكان السجن مصيرهم جميعاً.
لقد طلبت منهم العثور علي جواهر صغيرة جداً، ضاعت منذ زمن بعيد جداً! أو إحضار طيور غريبة جداً، من أماكن بعيدة جداً! أو نقل صناديق ثقيلة جداً، إلي أماكن عالية جداً! كل هذا في وقت قصير جداً!.. وفي كل شهر، كان يتقدم شبان جدد، فلا يفلت أحدهم من السجن في جزيرة الماعز والأغنام، وسط البحر.
وفي مدينة صغيرة، تبعد كثيراً عن مدينة الأميرة، كان يعيش فتي اسمه "محظوظ" هو ابن حاكم المدينة. وكان أهل هذا البلد، يحبون السفر والمغامرات. وفي كل ليلة، يجلس الفتي بين العائدين من رحلاتهم يسمع أخبار العالم الواسع.
وليلة بعد ليلة، احتلت أخبار الأميرة الجميلة جانباًً كبيرة من قصصهم وحكاياتهم.. وانطلق خيال الفتي "محظوظ" يصور له صفات الأميرة، التي سُجن كثيرون من أجلها. وأخيراً قال لوالده: "أرجوك أن تسمح لي يا والدي بالذهاب لخطبة الأميرة الحسناء". فصاح والده منزعجاً: "ستُسجن كما سُجن كثيرون غيرك، وتقضي بقية حياتك ترعي الاغنام والماعز. لن أسمح بهذا أبداً".
أحزن هذا الجواب "محظوظاً". واشتد به الحزن حتي خشي والده أن يصيبه المرض، فقال له: "لا تحزن. اذهب إلي الأميرة، بشرط أن تعتمد علي نفسك في سفرك، كما يفعل بقية أهل بلدنا. سأعطيك حصاني الأبيض، وعليك أن تدبر بقية أمرك"
أجاب "محظوظ" في سعادة: "يكفيني هذا الحصان".
ولم يلبث أن خرج علي ظهر الجواد الأبيض، في طريقه إلي مدينة الأميرة الجميلة.
لم يكن "محظوظ" قد ابتعد كثيراً عن مدينته، عندما سمع امرأة تبكي، وشاهد بجانب الطريق سيدة تتساقط الدموع من عينيها بغزارة، فاقترب منها وسألها: "لماذا تبكين يا سيدتي علي هذا النحو المؤلم، في هذا اليوم الجميل".
رفعت المرأة وجهها الحزين لتنظر إلي "محظوظ".. وفجأة، ثبتت نظرها علي الحصان، وصاحت "إنه أبيض!.. أبيض لا يختلط بياضه بأي لون آخر!!". فسألها الفتي في حيرة: "ما معني هذا؟" أجابت المرأة ونظرها مثبت علي الحصان: "كنت أسير ومعي ابني، عندما هاجمني عملاق وانتزعه منه.."
قال "محظوظ": "أين ذهب هذا الشرير؟ سأذهب لقتاله". أجابت السيدة إنه مخلوق غير عادي، لا تؤثر فيه الأسلحة أو السيوف. شئ واحد يحمله علي إرجاع طفلي.. أن أذهب إليه وحدي، راكبة حصاناً كامل البياض! وكنت أظن أنه لا وجود لمثل هذا الحصان".
رق قلب "محظوظ" لموقف السيدة المحزن، وأحس بلهفتها علي ابنها، وبدون تردد، فوجئت السيدة بالفتي يقفز عن حصانه إلي الأرض، ويرفعها بذراعيه القويتين، ليضعها علي ظهر الحصان وهو يقول: "اذهبي إلي ابنك. وفقك الله" ثم وخز الحصان، فانطلق يجري براكبته. وهنا حدث شئ غريب، رأي "محظوظ" ضوءاً يحيط بالحصان وراكبته، أخذ يشتد كلما ابتعدا.
.. الخ
بماذا تقيّمه؟