0 نجمة - 0 صوت
د/ شوقي السيد محمد دابي
تصنيف الكتاب: كتب الجغرافيا
الناشر: بحث/مؤلف جامعي
عدد الصفحات: 401
حجم الكتاب: 4.8 MB
مرات التحميل: 7485
يعتبر النشاط السياحي من أهم الأنشطة الإقتصادية، والموارد الهامة التي تعتمد عليها الكثير من الدول في توفير احتياجاتها وسد نفقاتها، حيث يشكل النشاط السياحي دعامة قوية من شأنها أن تساهم في تحقيق دخل متميز وبخاصة في البلدان ذات المناطق الجذابة والخلابة أو تلك الدول التي تحظي بتاريخ عريق وبها موروثات حضارية ودينية.
وتخضع السياحة مثل الأنشطة الأخري وبخاصة الصناعية إلي قواعد وقوانين تنظيمية، كما تحتاج إلي موارد بشرية ومالية، وتوظفها وفق أسلوب معين لتلبية رغبات وحاجيات المجتمع المختلفة، الإجتماعية والثقافية والإقتصادية، وعلي هذا المنوال فالسياحة تمثل من جهة رغبات وحاجات الناس إلي الراحة والترفيه وقضاء اوقات الفراغ والسفر من أجل الإطّلاع والإكتشاف، ومن جهة أخري فإن الأدوات والتجهيزات والخدمات التي تنظمها الدولة بهدف إشباع الحاجات السياحية كالنقل والإيواء .. إلخ، كما تتميز السياحة عن غيرها من الأنشطة الأخري كونها تجمع بين مختلف الأنشطة فهي تعد ظاهرة اجتماعية ثقافية صحية وحضارية تمثل رغبات الناس المختلفة التي فرضتها طبيعة المجتمع كالحاجة إلي الراحة، السفر، الإطّلاع، حضور المؤتمرات العلمية وغيرها، وتعتبر بالدرجة الأولي نشاطاً اجتماعياً إلي جانب القطاعات الأخري، ولقد تخطت عدّة عقبات لتصبح من بين الصناعات الرائدة في العالم.
وبإنتهاء الحرب العالمية الثانية، بدأ العالم ينعم بنوع من الهدوء والتطلع للسلام وبدأت دوافع السفر تشتد لدي الأفراد للتطلع علي معالم البلاد أو بقية البلدان الأخري، كما حظيت السياحة بإهتمام الدول كوسيلة لإنعاش اقتصادياتها، وقد ساعد علي ذلك تقدم المواصلات البحرية والجوية والبرية. ولقد تطورت حركة السياحة العالمية تطوراً ملحوظاً، بعد النصف الثاني من القرن العشرين، الذي يعد العصر الذهبي للسياحة، وذلك للتطور والتغير الذي حدث في وسائل النقل المختلفة البحرية والجوية والبرية، ووسائل الإعلام وتنوعها مع سهولة وسرعة نقل الأنباء عبر قارات العالم، وتشجيع الدول المستقبلة للسياحة وحرصها علي تنمية المناطق السياحية، وتزايد أوقات الفراغ والإجازات السنوية المدفوعة الأجر، والإهتمام بالبنية الأساسية السياحية من فنادق وغيرها. كل هذه الأسباب ساعدت الفرد علي التفكير في السفر من أجل الراحة والإستجمام والترويح علي النفس ومن أجل تجديد القدرة علي العطاء حسب نوع المهنة.
وقد زاد الإهتمام بجغرافية السياحة في وقتنا الحاضر، لأن السياحة أصبحت من الحاجات الأساسية التي يتم تلبيتها بإستخدام الموارد الطبيعية والثقافية المتاحة في الوسط المحيط بالإنسان، وإذا لم تتح له في بلده بحث عنها في البلاد المجاورة، ولأن السياحة تشكل أهمية اقتصادية للعديد من الدول، إذ أن اقتصاد بعض الدول قائماً علي السياحة، إضافة إلي السكان المقيمين والقادمين لأجل السياحة والترويح في رفع القدرة الإنتاجية للسكان بشكل عام.
تهتم جغرافية السياحة باستثمار مقومات البلد من مناظر طبيعية وأماكن أثرية ومتاحف بغية زيادة الدخل القومي، كما تهتم بمناطق الجذب ومقوماتها وسبل الاهتمام بها، والسياحة في عصرنا الحالي إضافة لكونها ترويح وترفيه فهي ثقافة ومعرفة وتمازج للثقافات وتعارف، ومقومات السياحة في أية دولة من الدول في مجموعها مقومات جغرافية متكاملة.
ولقد تضمن هذا الكتاب المتواضع تسعة فصول؛ حيث يتناول الفصل الأول العلاقة بين الجغرافية والسياحة ومفهوم السياحة ، والتعريف بجغرافية السياحة، ويتناول الفصل الثاني التأثير الايجابي والسلبي للسياحة للأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والعمرانية، ويتناول الفصل الثالث المقومات الجغرافية الطبيعية والبشرية للسياحة ، أما الفصل الرابع فتناول مفهوم وأهمية السياحة البيئية والسياحة المستدامة، ويتناول الفصل الخامس دراسة تطبيقية لبعض أنواع السياحة ، ثم يتناول الفصل السادس السياحة في الوطن العربي، وخصص الفصل السابع لدراسة موجزة لبعض الدول والمدن السياحية الأوائل في العالم، ويتناول الفصل الثامن دراسة إقليمه للسياحة في شبه جزيرة سيناء، ويختتم بالفصل التاسع الذي تناول التخطيط السياحي والتنمية السياحية، مع التطبيق علي مصر.
هذا الكتاب تم نشره بإذن من: المؤلف
بماذا تقيّمه؟