0 نجمة - 0 صوت
فطيمة سبقاق
تصنيف الكتاب: كتب الأدب
الناشر: دار المجدد
عدد الصفحات: 66
حجم الكتاب: 0.7 MB
مرات التحميل: 3955
لأنني مثلك وأفهمك أكتب إليك كتابي هذا، أخاطب فيه روحك الدفينة، روح غطاها غبار الجسد، جعل منها مجرد أداة لتلبية رغبات كثيرة للآخرين، وللعب أدوار عديدة أنستك دورك الأساسي وهو أن تكوني أنت.
فإلي متي الإستسلام؟.. اخرجي لآلئك واستكشفي شواطئك المنسية لتكوني قوية كما خلقت.. ابحثي واطرحي الأسئلة ولا تُسلمي لكل ما يقال كبديهيات مفروضة.. اكتشفي رسالتك الحقيقية في الحياة وغاية وجودك.. خوضي المجهول وتغلبي علي مخاوفك، فهناك عند حافتها ستجدين السعادة.. أسعدي روحك ليسطع نورها جلياً مبيناً وتضئ لك ولغيرك الطريق..
لمحة تأنق: "أحبك: كلمة تغني عن باقي الكلمات".. لأني أعرفك، أعرف روعتك وقوتك، أعرف طيبتك ورقتك، كملاك جميل يطوف بالأرجاء، يسعده نسيم الصباح، تبهجه أزهار الحقول، ما أروعك، أحبك.. أنت راقية حساسة كطفلة صغيرة، بك الكون ازداد جمالاً وبهاء، ومعك تحلو الأيام والأمسيات، أحبك.. يا لقلبك الحاني الرقيق، ما أرهفه، إنه يفيض حباً وسخاءً، يضخ الفرح في الشوارع الحزينة، ينير الدروب المظلمة، يحيي الموات، أحبك.. أنت الأمل، أنت الحياة، أنت الوفرة، أنت الثروة، أنت الحب، أحبك.. أقولها لك وقوليها لنفسك لا تنتظري حتي تسمعيها من غيرك، أُحبني..
نفس نفس يقولها الناس اليوم بلسان حالهم، وغدا بلسان مآلهم لماذا آثرت الاختلاف في هذه النقطة تحديداً؟ هذا ليس لصالحك أبدً.
"إن لربك عليك حقاً، وإن لنفسك عليك حقاً، ولأهلك عليك حقاً، فأعط لكل ذي حق حقه" هكذا قالها الحبيب المصطفي (ص) صريحة مرتبة، فلماذا تجعلين حق نفسك في آخر الأولويات وأدني المراتب، ابدأي بذاتك قبل الآخرين فهي مقدمة عليهم في كل شئ، فقط إن اعطيت نفسك حقوقها، ستعطين غيرك كامل حقوقهم .. لبي نداء الروح في داخلك، اسمعيهم صوتها، لا تقمعيها، لقد فعلتي ذلك لسنين طويلة، آما آن لك أن تتوبي، لا تكوني السجان والجلاد لذاتك السلبية، فتموتين قبل موتك.
كل شخص يفتخر بممتلكاته الثمينة، وأنتِ تملكين أغلي جوهرة في الوجود، فلماذا لا يبدو عليكِ ذلك؟ أم أنكِ لا تعلمين؟
كما تُجلي الصدأ عن الأواني كي تلمع وتبدو أجمل، اجلي الصدأ عن روحكالمهملة الدفينة واظهري جمالها الآخاذ، تلك النفحة الإلهية والهبة السماوية، أروع ما فينا وما أُعطينا، وهي أحق من كل ما عداها بالإهتمام والرعاية.
وكما تغذين الجسد بكل أنواع الملذات والشهوات، غذي روحك بالسمو في مدارج السماوات، اربطيها بخالقها، فكما يحن الصغير لأمه دوماً، والغريب إلي وطنه، كذلك الروح تحن لباريها، ولله المثل الأعلي.
اسقيها من شتي العلوم والمعارف حتي تنمو وتربو.. ضعيها في رأس قائمة اهتماماتك وانشغالاتك، لا تتخلي عنها من أجل أحد أبداً أيا كان، فهي رفيقة الدرب الأزلية ابتداء وانتهاء.. استمعي غلي أنّاتها، ضميها إليك كطفل صغير اشتاق إلي حضن أمه، وتقبليها كما هي.. ابحثي عن هواياتك، اكتشفي مواهبك واصقليها، غردي بتلك الروح علي أغصان الكون، وفي سماء الأزلية.. الروح هي الأصل فينا والخلود، والجسد مجرد مرْكب لها، لا قائد مسود، فلماذا تعكسين القاعدة فتعيشين تعيسة، ثم تتسائلين عن سبب السعادة المفقود.
هذا الكتاب تم نشره بإذن من: المؤلف
بماذا تقيّمه؟