هذا الرّماديّ، بلى للسوادِ وجود

أهم ما يميّز نصوص هذا الكتاب هو التركيز الموجّه على جوهر الأشياء إذ أنها مجموعة تتكلم عن ذاتِها بالألوان من دون التركيز المطلق على المقاييس والمواصفات، بل إنها هذهِ الطّاقة التي نميّز بها النّص لأجلِ النص عينهُ، فلا يمكن تأصيل حالة معيّنة تُشغل الشاعر في قصيدتهِ مما يُميت جوهرها الذي لا يرتكز إلّا على حالة من بينِ حالات عدة إنما يَنصبُّ على وخامة الموقف من تبعياتٍ وآثار ليُسقط سخطه الشعريّ عليهِ، فكما الفلسفة التي تعيّن المشكلات فالشاعر يصفها بنتجة فلسفية على هيئة تساؤلات بائسة وتميّز فكري في الموضوع، مع ذلك لا تلوّح القصيدة هنا بالسِلمِ إطلاقًا حيث أنها متمردة على التبعيات عينها مما يحيل القارئ إلى إمتداد أصيل بلا قوافي أو إستعراضيّة نصيّة إنما سحبه إلى مكوّن شعري غير مألوف. يمكن وصف هذه المجموعة الجديدة لمصطفى ربايعة على أنها تأكيد نوعي على النوع النوستالجيّ الذي يتفرّع بجسارة نفتقدها إلى أعماقنا ويقول النوقض والنواقص المتمثّلة بنا.