0 نجمة - 0 صوت
د/ محمد بن طلحة
تصنيف الكتاب: كتب الأدب
عدد الصفحات: 23
حجم الكتاب: 0.9 MB
مرات التحميل: 12
شهد العالم في السنوات الأخيرة تقدما كبيرا في تطور المعارف والعلوم والتكنولوجيا، مما كان له الأثر العظيم في دفع الكثير من المجتمعات إلى إدخال تغييرات جذرية ملموسة في سياستها واقتصادها ومخططات تعليمها وأساليب تفكيرها وطرق حياتها.
وقد أدرك المختصون أن التعليم لم يكن في أي عصر من العصور، بمنأى عن التغييرات المتلاحقة التي تحرك المجتمعات، وأن التعليم يتأثر بتقدم الحضارة ويؤثر فيها، والنهوض بالتعليم يأتي بحشد أفضل الطاقات البشرية، وأحدث الطرق التعليمية.
وعندما بدأت فكرة العالم الواحد تتطور وبدأت الحدود تختفي بشكل تدريجي، ساعد التطور في تقنية المعلوميات والاتصالات الحديثة في إعادة النظر في تشكيل المؤسسات التعليمية، بتقديم أساليب وطرق جديدة للتعليم، مما مهد لظهور نمط جديد من أنماط التعلم وهو التعليم الإلكتروني، الذي بنيت فلسفته على أن المتعلم يمكن أن يحصل على المواد التعليمية متى شاء وأين يشاء من خلال تطبيق الاستراتيجيات التعليمية المناسبة التي تعتمد على بيئة إلكترونية رقمية متكاملة، تستهدف بناء المقررات، وتوصيلها بواسطة الشبكات الإلكترونية، والإرشاد والتوجيه، وتنظيم الاختبارات، وإدارة المصادر والعمليات وتقويمها مما يغني العملية التعليمية بإدخال خبرات جديدة إلى التفاعل العلمي.
وقد نشأت معايير عالمية جديدة لاعتماد هذا النمط الحديث من التعليم، بحيث يتم التأكد من جديته، ومن أن فعاليته توازي فعالية التعليم التقليدي، وللدلالة على ذلك فإن جميع المؤسسات التعليمية الأمريكية والأوربية المعروفة والتي لديها برامج إلكترونية، لا تميز بين طالب البرنامج الإلكتروني وبين الطالب الموجود في حرم المؤسسة التعليمية، حيث ينال الاثنان الشهادة العلمية ذاتها.
إن التعليم الإلكتروني، ليس تعليما بديلا للموجود، ولا تصحيحا له، كما أنه ليس بالضرورة تعليما من الدرجة الثانية كما يرى البعض، ولكن من نوع جديد وإضافة للموجود، لمواجهة تحديات المستقبل.
وفي هذا الإطار، أصبح لكل دول العالم الغربي، نظام تعليمي مدار بواسطة تكنولوجيا الاتصال المتقدمة، بحيث تقدم فيه فرص التعلم الفردي، من خلال الوصول المتاح على شبكة الانترنت، وإكساب الطلاب مهارات التعامل مع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بطريقة أفضل.
بماذا تقيّمه؟