اللص والذئاب

يدفع ثمن الماضي أحفاد اليوم، ويموت بلا ذنب من شارك في دماء اليتامى، فتتثاقل الأعباء على كاهل الظالم حتى يمشي وقد تلطخ بدماء الأبرياء الذين ولدوا في أرض مفعمة بالظلم ووئد للحق وتلطيخ كل متفوق بالفقر والحاجة لكل مقومات الحياة، فتجد الطفل الرضيع يسبح في بحر الظلمات بلا أنيس معه أو مركب بلا شراع وسط عباب الموج المتلاطم التي تدفعه نحو شاطئ المستحيل ومرفئ الوهم الذي يتخلله ضياع العمر بين أهات الأمهات التي في الجحور بلا ماء ولا هواء حتى يذهبون لحدائق الموت بعدما انتهت حياتهم بين ركام الموتى ودموع الثكالى وآهات اليتامى، لأنهن عجزن عن إسعاد أولادهن وتحقيق ما يريدونه من عيش كريم وسط بني الإنسان، فموقعنا لا يمكن لأحد رؤيته سوى من عاش معنا..