0 نجمة - 0 صوت
مركز الخطابي للدراسات
تصنيف الكتاب: كتب التاريخ
عدد الصفحات: 374
حجم الكتاب: 7.9 MB
مرات التحميل: 3954
ثورة التحرير الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي بين عامي (1954-1962). يقدم كتابنا، تعريفاً شاملاً بالسياق التاريخي والأبعاد الاجتماعية والعسكرية والسياسية لـ ثورة الاستقلال الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي، كما يحاول أن يقدم تحليلاً كاملاً لنقاط القوة والضعف التي رافقت هذه الثورة وأثرت على نتائجها النهائية.
تزخر المكتبة العربية بالتجارب الثورية السابقة في العالمَيْن الإسلامي والعربي، لكنها علي عكس نظيرتها الغربية، غالباً ما تهتم بالسرد التاريخي العاطفي أكثر منها بالتحليل والتوصيف الدقيق. ومعظم المراجع العربية التي تناولت الثورات في العالم الإسلامي تفتقد النقد الموضوعي لعوامل القوة والضعف التي أدت بتلك التجارب إلي نجاح أو الفشل علي حد سواء.
ولهذا السبب عكف مركزنا علي دراسة هذه التجارب الثورية المتميزة مرة أخري، وبمنظور آخر، ومحاولاً الغوص في أبعادها السياسية والإجتماعية والعسكرية في سبيل تقديم تحليل موضوعي يستند علي الأسس العلمية الحديثة، للتعرف علي أهم المميزات التي رافقت هذه التجارب الفريدة من جهة، واستخلاص العيوب التي كانت عائقاً أمام نجاح بعضها من جهة أخري.
وقد كنا قدمنا في بحثنا الأول "الخطابي - ملهم الثورات المسلحة" دراسة مفصلة لثورة الريف المغربي (1921 - 1926) بقيادة محمد عبد الكريم الخطابي ضد الإحتلالين الفرنسي والإسباني، وأوضحنا سياقها التاريخي وأبعادها السياسية والعسكرية والإجتماعية. أما البحث الثاني الذي قدمه مركزنا أيضاً في هذا السياق فقد كان بعنوان "انتفاضة الصحراء"، وهو عبارة عن دراسة شاملة للثورة الليبية وحركة عمر المختار (1911 - 1931) ضد الإحتلال الإيطالي، تناول أيضاً الأبعاد السياسية والإجتماعية والعسكرية لهذه التجربة.
ونقدم اليوم لقرائنا الأعزاء بحثنا الثالث من نوعه في هذا السياق، "الملحمة الجزائرية"، والذي يتناول ثورة التحرير الجزائرية بين عامي (1954 - 1962). سنحاول من خلاله التعرف علي السياق التاريخي والأبعاد الإجتماعية والعسكرية والسياسية لثورة الإستقلال الجزائري ضد الإحتلال الفرنسي، مع تحليل كامل لنقاط القوة والضعف التي رافقت هذه الثورة وأثرت علي نتائجها النهائية.
وإننا نهدف من تقييم المسار التاريخي لهذه الحقبة إلي استنباط الفوائد ومعرفة مكامن القوة والضعف التي رافقت أحداث الثورة، وتقييم أسباب الفشل والنجاح لكل طرف من أطراف الصراع، وذلك للخروج بنتيجة تنفع النخب الثورية في أمتنا، لعلها تتجاوز الأخطاء والهفوات السابقة لتكمل الطريق وتختصر المسافات علي طريق الجهاد والنضال، وتصل إلي محطة النصر بأقل التكاليف، استعداداً لمرحلة أخري من مراحل البناء والعودة إلي أمجاد الماضي.
مع أن الجزائر شهدت خلال وقوعها تحت الإحتلال الفرنسي العديد من الحركات الثورية والإنتفاضات الشعبية، التي رافقت الإستعمار منذ بدايته عام 1830، إلا أننا ركزنا جهدنا علي الثورة التحريرية الأخيرة التي نشبت سنة 1954م وانتهت عام 1962م، وذلك لما حظيت به هذه الإنتفاضة من الظفر بالإستقلال بعد عقود طويلة من الإستعباد والإضطهاد.
وسنتناول بالدراسة - إضافة لأحداث الثورة داخل الجزائر - نشاط الثوار في الأراضي الفرنسية خلال الفترة الممتدة من عام 1956 حتي 1962، وهي الفترة التي شهدت نشاط جبهة التحرير والوطني القائد الفعلي للثورة الجزائرية، لتكون بذلك "الجزائر وفرنسا" هي الإطار الجغرافي الذي رسمناه للغوص في أعماق هذا البحث. إضافة إلي هذا، لا يخرج بحثنا في الكثير من أبوابه وفصوله عن الإطار الزمني الممتد بين عام 1954 حتي 1962 إلا في حالات قليلة بغرض التعريف عن الأوضاع العامة التي سبقت الثورة.
هذا الكتاب تم نشره بإذن من: المؤلف و/أو دار النشر
بماذا تقيّمه؟