تاريخ ايران السياسى بين ثورتين

إن حركات التاريخ الانساني شأنها شأن دورة الكون تخضع لديناميات محكمة، تدفعها مقدمات كاشفة تؤدي إلي تغيرات غالبا ما تتم تدريجيا وقلما تكون مباغتة، وعليه فإن تاريخ إيران في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين زخر بومضات وعي يقظة، ورفض مسبب من القوي الوطنية لسلبيات الدولة القاجارية التي شجعت الامتيازات الاجنبية، مما اجهض المحاولات المبكرة لبناء اقتصاد ايراني شبه رأسمالي قادته القوي الاجتماعية الباحثة عن الثراء الاقتصادي والطامحة في الريادة السياسية بعيدا عن الاستغلال الاجنبي. لهذا ناصبت القوي الاجتماعية الدولة القاجارية العداء منذ تغلغل النفوذ الاجنبي في الاقتصاد الايراني إبان عهد ناصر الدين شاه.