كتاب خفافيش الظلام

0 نجمة - 0 صوت

خفافيش الظلام

سيد أحمد أمين

تصنيف الكتاب: قصص وروايات

الناشر: منصة الرُقي

عدد الصفحات: 105

حجم الكتاب: 1.2 MB

مرات التحميل: 2044


وصف الكتاب :-

عندما يتحول الدم إلى ماء وتتحول المشاعر إلى هراء، ويضحك الثعبان على ضحاياه في خفة وجفاء، عندئذٍ يكون الوباء والشقاء من رموز الدول المريضة والشعوب الفقيرة، فتتحول البسمات لعبرات والتفاؤل لتشاؤم والنجاح لسقوط، وصعود الجبال للركوض في الوحل والتراب فينبعث من ابن الليل بنات الظلمات، ولتتبدد أحلام الطفل وتتهشم فوق فوهة البركان فكل ابن أنثى مهما عاث في الأرض فساداً فلابد من أن يذوق من نفس السم ولا يجد الترياق الذي سينقذه من سكرات الموت التي ستأتي على أحشائه فتقطعها وقلبه فتخلعه، وستمطر رحمات الله فلا يجد له جرعة رحمة ولا رشفة مغفرة، فكما كنت بعنفوانك تطغى وتتكبر وتظلم ولا ترحم، هكذا مصيرك وحظك ومآلك.

نظر عادل في مذكراته التي يشاهدها كل حين، فديونه قد كثرت وملأت ورقات المذكرة فهز رأسه وقال لنفسه: متي يا عادل ستسد هذه الديون الكثيرة؟ ومتي ياتي اليوم الذي تصبح فيه بلا دين أو هم يوقظك من نومك أو يكدر عيشك؟ هل كل الناس تعيش كما تعيش أنت هكذا في كدرٍ ونكد وهم؟

أم أنتا الوحيد في هذه الدنيا الذي أعاني وأفكر في مستقبلي وما هو آتٍ خلال الأيام القادمة؛ أفق يا عادل من كبوك وسباتك ونومك، هيا افعل أي شئ لا تترك نفسك للدنيا تعبث بك وتطرحك نحو اليمين تارة ونحو الشمال أخري؛ الأحري بك أن تتفوق علي ذاتك ونفسك وتعلو فوقها لتعانق نجم الحياة وكوكب الأيام والليالي لتصعد فوق الأعلام الوردية تلك التي لا يصعد أعلاها سوي من كان بالأمس غنياً، أتراني أصمد أمام عواصف التحديات التي أثقلت كاهلنا من صعوبة في اتخاذ أي قرار؟

أو المضي قدماً نحو أهدافٍ كان من العسير عليّ تحقيقها أو حتي السير لها لأننا نعيش داخل قفص من فولاذ يحرسه بعض فئاتٍ من رضوا بأن يكونوا ذلكم السوط في أيدي الجلاد، فنتنفس بلا هواء ينقي تلك الرئة التي اسودت من غبار السلام العقيم الذي غاص في أعماق الشعب الصبور فأكثر أدرانه ومآسيه.

ظل عادل داخل حجرته الضيقة يبحث في الهاتف عن عمل هنا وهناك وظل يتصفح عشرات المراقع لعله يجد مهنته التي لا يعمل إلا هي ولا يحب سواها، وبعد أيام من البحث والتنقيب لا يجد مهنته ولكنه يجد عملاً آخر لم يعتاد، ولم يعمله من قبل، فقد قرأ في هذا الموقع عن وجود عمل في مكان ما في القاهرة وبمرتب يعادل ما كان يأخذه من حرفته، ألا وهو حارس شخصي لدي امرأة ثرية تقطن في مصر الجديدة وبالتحديد في "روكسي" هذا المكان الذي عاش وسكن به أثرياء وأمراء القرن التاسع عشر ورقصوا وثملوا فيه، فعادل يمتاز بقوام ممشوق وطول فارع وعضلات مفتولة وملامح أوروبية جذابة وبمنطق حلو أخاذ، فذهب عادل لهذا المكان في الصباح، أي في الساعة العاشرة قبل الظهيرة وارتدي أبهي ملابسه وأجملها لتليق بهذه الوظيفة وأخرج ما معه من جنيهات فلا يجد سوي مائة جنيهاً في حقيبته فأخذهم ومضي.



هذا الكتاب تم نشره بإذن من: المؤلف

كتب ذات صلة

تقييم كتاب خفافيش الظلام

بماذا تقيّمه؟