0 نجمة - 0 صوت
د/ صموئيل حبيب
تصنيف الكتاب: كتب تطوير الذات
عدد الصفحات: 84
حجم الكتاب: 1.7 MB
مرات التحميل: 4463
الإنسان كائن اجتماعي. فالإنسان يولد طفلاً في أسرة، وسرعان ما يدخل المجتمع، وهو يقضي حياته مع الناس. ففي مرحلة الدراسة، يكون في مجتمع الطلاب، ثم بعد أن يكبر ويعمل، يكون في مجتمع العمل. وفي خلال كل هذه المراحل، هو في مجتمع الأسرة، والأصدقاء، والنادي، إلي غير ذلك.
ودراسة التعامل مع الناس دراسة واسعة طويلة، فهي تتطرق لعلاقة الزوجين معاً، وعلاقة الأسرة مع الأسر الأخري، وعلاقة الفرد مع الأفراد الذين يحتك بهم، وعلاقة الأصدقاء معاً، وعلاقة أفراد من الجنسين، وعلاقة الزملاء والزميلات في العمل. هذه إطارات واسعة جداً.
وفي هذه الدراسة، لن نتعرض لكل نوع من تلك العلاقات علي حدة، بل سندرس العلاقات بصفة عامة بين الناس. فالعلاقات الإنسانية لها مبادئ وأسس عامة، يمكن تطبيقها في مجالات عديدة. وسنأخذ بعض الأمثلة في الأحاديث، من مجالات الحياة المتنوعة. وتكون الأمثلة كنماذج تعاون علي بناء علاقات ناجحة.
ومن خلال هذه الدراسة، سنهتم بدراسة الأسس التي تبني عليها العلاقات الناجحة، والجوانب التي تضر العلاقة الإنسانية. سندرس كيف يمكن لإنسان أن يكون محبوباً، دون أن يتنازل عن القيم الأخلاقية التي يبني عليها حياته.
والعلاقات بين الناس تكون إرغامية، متي كان الشخص في موقع لم يختر فيه الذين يعاملهم، ففي إطار العلاقات الأسرية، لم يختر واحد منهم الآخر، سوي الزوج والزوجة والباقون تواجدوا دون اختيار، ومع ذلك تربطهم علاقات الأسرة الواحدة.
وعلاقات العمل، علاقات إرغامية، فالفرد يجد نفسه، بين مجموعة من العاملين، من الرجال والنساء، لم يختر هو واحداً منهم، وهو مرغم أن يتعامل معهم. كما أن علاقة الموظف (أو العامل)، مع رئيسه علاقة إرغامية، فهو لم يختر رئيسه، لكنه مضطر للتعامل معه.
أما الأصدقاء في النادي أو الجمعية أو غيرهما، فهم أصدقاء أنت تختارهم من المتواجدين. ففي كل موقع مجموعة من الناس، وكل واحد يختار لنفسه الأصدقاء الذين يريد أن يتعامل معهم. ومتي تم الإتفاق بين طرفين، تكونت علاقة وطيدة.
وهناك علاقات يتم إنشاؤها، لعمل مشترك، كالشركة التجارية، فإنه رغم أن العلاقة اختيارية، لكنها تواجدت من خلال ظروف معينة، هي العمل المعين، وإمكانية تواجد ظروف إنشاء الشركة.
العلاقة الإختيارية يمكنك وصلها أو هجرها متي أردت، فلابد من توافق الطرفين لتكون العلاقة تامة، ومستمرة. أما العلاقة الإرغامية، فهي مستمرة بحسب ظروف العلاقة ذاتها.
وأحياناً تتحول العلاقة من كونها علاقة إرغامية إلي اختيارية، فكم من صداقات تولدت من داخل العمل، وكم من زيجات تمت من خلال العمل حيث الفرصة متاحة لاختيار الواحد منهما الآخر. وهناك إطار محدود لعلاقات اختيارية تتحول إلي إرغامية، وذلك في حالة صداقة - مثلا - اشتد فيها الخلاف بين الطرفين، وأصبحت العلاقة بينهما حرجة. ففي هذه المرحلة يكون عنصر الاختيار قد تجمد. ومثل هذه الحالات، قد تعود إلي مصالحة بين الطرفين، أو قد تنتهي بإنفصام الصدافة بينهما.
بماذا تقيّمه؟