0 نجمة - 0 صوت
بيتر كليتون
تصنيف الكتاب: كتب تطوير الذات
عدد الصفحات: 78
حجم الكتاب: 14.9 MB
مرات التحميل: 4159
من المعروف أن النجاح في العمل ونحن في بداية القرن الحادي والعشرين يتحقق بشكل أساسي بمساعدة الآخرين أو من خلالهم. فقد ولّت أيام المدير الإستبدادي الذي يتمتع بالسلطة المطلقة وأصبح الموظف العادي أكثر ثقة واستقلالاً عن ذي قبل. كذلك فقد أصبح بإمكان الموظفين ترك العمل في حالة ضيقهم من طريقة معاملة الآخرين لهم. فضلاً عن هذا فإن المدير الذي يسئ استخدام لغة جسده يتسبب في سرعة ترك الموظفين للعمل.
إذا كنت تعمل مديراً منذ فترة. فمن المؤكد أنك أدركت أن مهارات التعامل مع الآخرين تحتل الدرجة نفسها من الأهمية التي كانت تحتلها المؤهلات منذ ثلاثين عاماً مضت عند التقدم إلي إحدي الوظائف. ولا يمكن إتقان هذه المهارات والتمكن منها دون فهم لغة الجسد جيداً.
كان يُنظر إلي مهارات التعامل مع الآخرين علي أنها ميزة إضافية يتمتع بها الشخص. وعلي الرغم من أن موظفي المبيعات كانوا يتلقون تدريباً تمهيدياً في هذا المجال، فإن هذا التدريب كان يركز علي كيفية التعامل مع الإعتراضات والشكاوي التي يقابلونها في عملهم. أما المديرون، فقد تعلموا أهمية وضع الأهداف وكيفية إدارة الوقت، ولكنهم لم يتلقوا تدريباً وافياً علي كيفية التعامل مع ردود أفعال الآخرين عند إخبارهم بما يجب عليهم القيام بها أو حين توجيه التوبيخ واللوم لهم لعدم قيامهم بمسئولياتهم.
حتي وإن كنت تتمتع بقدرة فطرية علي التواصل جيداً مع الآخرين والإستماع إليهم - وهما أمران لهما الدرجة نفسها من الأهمية - فإنك لن تتمكن منهما بالقدر الكافي إلا عندما تستطيع فهم لغة الجسد. وقد أثبتت الأبحاث أنه في أية رسالة يريد المتحدث توصيلها إلي الآخرين، يقوم الكلام المنطوق بنقل نصف المعني فقط بينما تنقل لغة جسد المتحدث المعني الباقي.
بناءاً علي ما سبق، فإنك - كالكثير من الأشخاص - إذا كنت تتمتع بقدرة عادية علي التواصل مع الآخرين، تقل إحتمالية نجاحك في هذا التواصل في حالة عدم درايتك بلغة الجسد. أما إذا كنت علي دراية بهذه اللغة، فإن أفضل المزايا التي تكتسبها من هذا الأمر هو مساعدتك في الإنتباه إلي أسلوبك في الأداء؛ ومن ثم، تقييم فاعليته والعمل علي تحسينه.
ومن الغريب ألا تتضمن المناهج التي تدرس في المدارس والجامعات كيفية اكتساب مهارات التعامل مع الآخرين - مثل لغة الجسد - وتحسينها علي الرغم من إمكانية توفير هذا النوع من التعليم وسهولته. ونرجو أن يستطيع هذا الكتاب القيام بذلك.
يركز هذا الكتاب علي أنواع لغة الجسد التي نقابلها في العديد من المواقف اليومية المختلفة. ومن السهل إلي حد ما فهم لغة الجسد التي تستخدم خارج محيط العمل؛ بعكس تلك التي تستخدم في العمل حيث تعتبر أقل وضوحاً. ففي العمل، عادةً ما يحاول الإنسان إخفاء هذه اللغة والتقليل من شأنها بصورة متعمدة؛ لأن الموظفين يضطرون في الغالب إلي إخفاء أفكارهم ومشاعرهم الحقيقية.
إذا تمكنت من فهم تلك اللغة الصعبة المستخدمة في العمل، فستكون لديك الأساسيات اللازمة لفهم لغة الجسد "الإجتماعية"، أي تلك التي تستخدم خارج محيط العمل هي نفسها التي تنطبق علي لغة الجسد الإجتماعية. وهكذا ستجد معظم فصول الكتاب تقدم لك نوعاً من المساعدة ليس فقط في محيط العمل وإنما أيضاً خارجه. فضلاً عن ذلك، يحتوي الكتاب علي فصل مخصص بالكامل للغة الجسد التي تستخدم بعد إنتهاء ساعات العمل.
بماذا تقيّمه؟