0 نجمة - 0 صوت
عادل الغضبان
تصنيف الكتاب: كتب أطفال
عدد الصفحات: 47
حجم الكتاب: 5.4 MB
مرات التحميل: 2578
كان في بعض الممالك القديمة، ملك وملكة لهما ثلاث بنات، تسمي الكبري "شقراء"، والوسطي "حمراء"، والصغري "زهراء"، وكانت الكبري والوسطي موضع رعاية أبويهما وحبهما الجم لأنهما كانتا مثلهما سوء طباع وشراسة خُلُق، أما الأميرة الصغيرة، فكانت علي جانب عظيم من الجمال والذكاء وكرم الأخلاق. ولطالما حسدتها أختاها علي أن كان لها عند مولدها، عَرّابة من الجنيات، في حين لم يكن لهما مثل تلك العَرّابة.
وبعد أن وُلدت "زهراء" ببضعة أيام، أرسلها أبواها إلي فلاحة في إحدي المزارع تربيها وتنشئها، فعاشت عندها خمسة عشر عاماً لم يرها أبواها في خلالها مرة واحدة، غير أن الجنية كانت ترعاها، فأرسلت إليها المعلمين والمعلمات، فنشأت تُحْسِن القراءة والكتابة، والرسم والتطريز والحساب، وتتكلم عدة لغات أجنبية، وتجيد العزف والرقص والغناء.
وبينما كانت جالسة ذات يوم تقرأ قرب باب المنزل، إذ وقف عليها رجل يلبس ملابس الضباط، وطلب إليها أن يتحدث مع الأميرة "زهراء" فقالت له: "أنا زهراء". فحياها وقال: "كلفني مولاي الملك، أن أحمل إليك هذه الرسالة". فتناولت "زهراء"الرسالة وفضتها وقرأت فيها ما يلي: "زهراء. إن شقيقتيك قد بلغتا سن الزواج، فلذلك دعوت الملوك والملكات والأمراء والأميرات من جميع أنحاء العالم، إلي حفل كبير يزدحم فيه الخُطَّاب علي شقيقتيك، أما وأنت اليوم في الخامس عشر من عمرك، فقد آن لكِ أن تشهدي مثل ذلك الحفل، فإني أدعوكِ إلي قضاء ثلاثة أيام بيننا، وسأرسل بعد أسبوع من يصحبك إلينا، ولن أبعث إليك بمال تشترين به ثوباً جديداً، فزينة أختيك كلفتني كثيراً، وكيفما كان الأمر فلن يلتفت أحداً إليكِ، فالبسي ما تشائين" أبوكِ الملك.
فَجَرَت "زهراء" بالرسالة إلي مربيتها، فقرأتها وقالت:
- "أسعيدة أنتِ في الذهاب إلي هذا الحفل يا زهراء"؟.
- كل السعادة يا مربيتي العزيزة فسوف أري أبي وأمي وشقيقتي، ثم أعود إليكِ".
فتنهدت المربية، وذهبت تصلح للفتاة ثوبها الأبيض الذي تلبسه في الأعياد، فغسلته وكوته ووضعته في صندوق صغير. ووضعت معه جوربين من القطن، وحذاء أسود، وباقة ورد لتزين بها "زهراء" شعرها، وهمت بإقفال الصندوق، ولكن فتحت النافذة في تلك اللحظة ودخلت منها الجنية عَرَّابة الفتاة وقالت:
- "أنتِ إذن ذاهبة إلي قصر أبيك يا عزيزتي زهراء؟".
- "نعم يا عَرَّابتي العزيزية، وسأقضي فيه ثلاثة أيام".
- "وماذا أعددت من ثياب لتلك الأيام الثلاث".
- "ها هي ذي يا عَرَّابتي فانظري".
وأشارت إلي الصندوق الصغير الذي كان لا يزال مفتوحاً، فتبسمت الجِنّيّة، وأخرجت من جيبها حُقاً صغيراً وقالت:
- "أريد أن تبهر زهراء العيون والقلوب بزينتها، فالذي في هذا الصندوق غير جديرٍ بها.
وفتحت الحُق، وسكبت منه نقطة علي الثوب فتحول إلي ثوب خشن أصفر زَرِيٍّ، وأتبعتها بنقطة أخري علي الجوربين فانقلبا إلي قماش صفيق أزرق، وبنقطة ثالثة علي باقة الورد فاستحالت إلي جناح دجاجة، وبرابعة علي الحذاء فتغير إلي قبقاب من الخشب، ثم قالت بلهجة رقيقة لطيفة:
- "بهذا أريد أن تبدو زهرائي العزيزة، وأريد كذلك أن تتم جَلْوَتُها بِعِقدٍ وأساور وشريط تَربُط به شعرها".
بماذا تقيّمه؟