0 نجمة - 0 صوت
د/ ياسر نصر
تصنيف الكتاب: كتب تطوير الذات
عدد الصفحات: 164
حجم الكتاب: 5.7 MB
مرات التحميل: 1953
إن مما يشغل بال الكثيرين من الغيورين علي مستقبل هذه الأمة موضوع كيفية بناء أجيال ناجحة وإيجابية.. علنا نساهم ولو بشكل بسيط في بناء جيل إيجابي في زمن انتشرت فيه كثير من معاني السلبية والركون وعدم البذل أو التضحية.
فتحية طيبة ابعثها إلي كل من يريد أن يبني جيلاً إيجابياً ويساهم في رقي هذا المجتمع والذي انتشر فيه - للأسف - كثير من معاني السلبية وأصبح أفراده كسولين متذمرين دائماً غير منتجين إلا من رحم الله تعالي. نسأل الله أن يوفقنا إلي طرح معانٍ مفيدة ووسائل عملية تساعد أولياء الأمور والمربين لكي يبنوا جيلاً إيجابياً منتجاً يفيد دينه ووطنه ومجتمعه.
نحتاج في البداية، وقبل أن نخوض في الوسائل التي تبني هذا الجيل الإيجابي أن نقف وقفة مع كلمة الإيجابية، ولماذا نحن بحاجة إلي التحدث عنها والتأكيد علي أهميتها.
إننا نعيش في عصر انتشرت فيه كثير من معاني السلبية والإحباط واليأس، لا يكاد يمر علينا يوم إلا ونستقبل فيه رسائل سلبية، إن كان من البيت أو العمل أو المدرسة والأخطر من ذلك وسائل الإعلام.
وبالتالي يعيش الناس في هذه الأجواء السلبية فتكثر الشكاوي والإعتراضات والتذمر ويقل الإنتاج وتبدأ المشاكل تزيد وتزيد.
وإذا نظرنا بنظرة مستقبلية نجد أن هذا التأثير قد ينتقل إلي الجيل الناشئ وبالتالي ينشأ جيل سلبي كثير المشاكل غير مبال وغير منتج، يهتم بمصلحته فقط ولا يهتم لما يحدث للمسلمين في بقاع الأرض بل ولما يحدث في وطنه أيضاً.
إننا نريد أن نوضح أهمية اتصاف الجيل الجديد بهذه الصفة - الإيجابية - من خلال وسائل متنوعة.
وبالتالي سيكون حديثنا موجهاً بالدرجة الأولي إلي الوالدين والمربين لأنهم أساس هذه العملية، وسنلاحظ أن الوسائل المطروحة ينبغي أن يطبقها المربي أولاً ثم يطبقها علي من يربيه لأن فاقد الشئ لا يعطيه.
الإيجابية كلمة مهمة في قاموس الحياة، ولنا أن نتخيل إذا استطعنا بإذن الله أن نبني جيلاً إيجابياً، كيف ستكون مجتمعاتنا مجتمعاتٍ منتجة متفائلة عاملة مجتهدة سعيدة، وكلها صفات يتمناها أي شخص في أي مجتمع.
كلنا نبحث عن التميز ولكلنا نرغب به.. فهذه طبيعة الإنسان. لكن بماذا أكون متميزاً؟ بالمال أم بالسيارة أم بالمنزل أم بالثياب الفاخرة أم بماذا؟
تميز بالقرآن.. بالطاعة.. ببديع أسلوبك في الدعوة إلي الله تعالي.. تميز بالعفو والصفح.. تميز بسلامة صدرك.. تميز بحفظ كتاب ربك.. تميز بأخلاقك وسموها.. كن لامعاً في سماء مظلمة لمن مد يده لتأخذ بها إلي النور. والطفل بطبيعته يحب أن يشعر أنه مميز، فما أحلاها من معانٍ إذا رسخناها فيه منذ صغره.
تميز بالخلق الحسن ومحبة الآخرين.. ومتي ما شعرت بمحبة الآخرين استطعت أن تتميز في التعاون معهم وإرادة الخير بهم ومشاركتهم في سرائهم وضرائهم، فالخلق الحسن يذيب الخطايا كما تذيب الشمس الجليد.
بماذا تقيّمه؟