0 نجمة - 0 صوت
أ/ إبراهيم قشطة
تصنيف الكتاب: كتب إسلامية
الناشر: مؤسسة نافذ للبحث والطباعة والنشر
عدد الصفحات: 47
حجم الكتاب: 3.8 MB
مرات التحميل: 5426
هذا الكتاب الأوّل من سلسلة (حديث الأنبياء) والموسوم باسم (آدم أبو البشر عليه السلام)، ويروى هذا الكتاب قصّة أوّل أنبياء الله تعالى إلى الأرض، يروي خبر آدم –عليه السلام - الذي خلقه الله بيده، ونفخ فيه من روحه، وعَلَّمَهُ من عِلْمِهِ، وأسجد له ملائكته، وأسكنه فسيح جنته، وخلق له زوجًا من نفسه.
قال الصابوني: "وقصّة آدم - عليه السلام - هي قصّة البشريّة بأسرها، وحياته حياة هذا الوجود بأكمله، منذ أن أراد الله – جلت عظمته – لهذه الدنيا أن تعمر، ولهذا الوجود أن يظهر، ولهذه الحياة أن تكتمل وتزدان بظهور هذا الإنسان." (محمّد الصابوني)
وقد اجتهدتُ في هذه الكتاب أن أعرض قصّة أبي البشر وأوّل الأنبياء آدم عليه السلام بأسلوب سهل يسير، وقد وقع الكتاب في فصلين: حيث جاء الفصل الأوّل (أوّل الأنبياء آدم عليه السلام) متحدثًا عن إخبار الله تعالى ملائكته بخلق آدم، وما جرى من حوار بين الله وملائكته، كما وذكر الفصل بدء خلق آدم، وأَمْر الله تعالى للملائكة وإبليس بالسجود له، وما كان من امتناع إبليس اللعين عن تنفيذ أمر الله فطُرد من الجنّة.
وناقش الفصل خَلْق حواء، كما وذكر الفصل ما كان من إبليس اللعين من الحقد والكراهية لآدم، ومبارزته العداوة له، وحيل إبليس ومكره بآدم وزَوْجه حتى أوقعهما في المعصية، وتوبة الله تعالى عليهما.
ومن ثَمَّ إنزالهما إلى الأرض ومعهما الشيطان، كما وذكر الفصل خبر احتجاج آدم وموسى، وناقش الفصل قضيتين مهمتين: أخذ الذرّيّة من ظهر آدم، وهل وقع شركٌ من آدم وحواء؟
كما وسرد الفصل قصّة ابني آدم وما كان من شأنهما، وأخيرًا نَبّه الفصل إلى الإسرائيليّات والموضوعات التي شوهت قصّة آدم عليه السلام.
أمّا الفصل الثاني (الفوائد المستفادة من قصّة آدم عليه السلام) تناول أهمَّ الثمار المستطابة من قصّة آدم عليه وعلى نبيّنا أفضل الصلاة وأتمّ التسليم.
قبل أن يخلق الله تعالي آدم بيده واستخلافه أخبر ملائكته بذلك قال تعالي: (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)، أي قال الله تعالي للملائكة: إني خالق في الأرض، ومتخذ فيها خليفة. فصار آدم خليفة في الأرض، فيا تري عمن صار آدم خليفة؟!
اختلف عمن يكون آدم خليفة، وذلك علي ثلاثة أقوال:
القول الأول: خليفة عمن كان يسكن الأرض قبل آدم، ويعمرها من الجن، فقد روي أنهم كانوا يسكنون الأرض قبل آدم، فلما أفسدوا فيها أمر الله - عز وجل - الملائكة أن تطردهم إلي جزائر البحار ورؤوس الجبال، ثم أخبرهم بعد ذلك أنه جاعل في الأرض خليفة من هؤلاء الجن.. وهذا القول لا يصح لعدم وجود دليل شرعي صحيح عليه من الكتاب والسنة.
القول الثاني: خليفة عن الله يخلفه سبحانه في عمارة الأرض، بالعدل والتوحيد، وتنفيذ أحكام الله بين أهلها، والمراد به آدم، ومن يتأهل لمنصب تلك الخلافة من ذريته من الرسل والأنبياء، ورعاة الإصلاح من أتباعهم والحكام العادلين.. وهذا القول أيضاً بعيد.
القول الثالث - وهو الصواب إن شاء الله: المعني بخليفة النوع الإنساني كله، أي يخلف بعضه بعضاً في الحياة علي ظهر الأرض، والقيام بعمارتها كما في قوله تعالي: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۗ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ). أي: يخلف بعكم بعضاً فيها قرناً بعد قرن، وجيلاً إثر جيل.
هذا الكتاب تم نشره بإذن من: المؤلف
بماذا تقيّمه؟