0 نجمة - 0 صوت
د/ صالح جواد و د/ علي غالب
تصنيف الكتاب: كتب السياسة
عدد الصفحات: 216
حجم الكتاب: 3.7 MB
مرات التحميل: 9400
النظام السياسي مجموعة عناصر مهمتها الإبقاء علي المجتمع من حيث هو كيان حي قائم بذاته، تديره سلطة سياسية. وهو واحد من أنظمة المجتمع الأخري، النظام الإقتصادي والنظام القانوني والنظام الثقافي. والعناصر التي يتألف منها النظام السياسي هي: التنظيمات السياسية، والقواعد السياسية، والعلاقات السياسية، والوعي السياسي. ويؤثر كل من هذه العناصر في الآخر ويعتمد عليه. وتفاعل هذه العناصر هو الذي يجعل منها "نظاماً" لا مجرد "عدد" من الأشياء التي تجمعها المصادفة ولا تصل بعضها ببعض أية علائق. وفي الوقت نفسه، يؤلف كل عنصر من هذه العناصر نظاماً فرعياً من النظام السياسي. كما يمكن أن تعد من عناصر النظام السياسي مؤسسات الحياة الإجتماعية، والجماعات، والقواعد، والوظائف، والأدوار، التي تتفاعل والإدارة السياسية تفاعلاً وثيقاً.
وإذا نظرنا إلي الأدوار والوظائف التي تؤديها عناصر مخصوصة من النظام السياسي، أمكننا التمييز بين طائفتين من العناصر. الأولي عناصر أحادية الوظائف، أي أن وظيفتها سياسية حصراً، ومثالها الأحزاب السياسية. والثانية عناصر متعددة الوظائف، أي أن الوظيفة السياسية ليست إلا واحدة من عدة وظائف تمارسها، ومثالها النقابات والإتحادات المهنية. وهناك مؤسسات وتنظيمات وجماعات ليست السياسة وظيفة تهمها أو تعنيها، لذلك كانت الوظائف والتفاعلات السياسية فيها عابرة فقط، ومثالها الجمعيات العلمية والجمعيات الخيرية.
ولا جَرَم أن ثمة جوانب سياسية في سلوك المؤسسات والجماعات والأفراد في زمننا الراهن. وتفسير ذلك أن السياسة تؤثر، بمقادير متفاوتة، في كل جوانب حياة الفرد والمجتمع كالإقتصاد، والثقافة، والأخلاق، والأسرة، وأسلوب الحياة. ولكن عناصر النظام السياسي، بالمعني المحدد آنفاً، تقتصر علي تلك العناصر التي تتفاعل والسلطة والإدارة تفاعلاً قوياً، والتي يؤلف هذا التفاعل سمة مميزة من سماتها.
وإذا كان النظام السياسي أحد أنظمة المجتمع، فهو يتميز منها بخصائص أهمها:
أولاً - إن النظام السياسي يتمتع بأعلوية. ومؤدي هذا أنه يملك السلطة العليا في المجتمع، وبذلك تلزم قراراته المجتمع برمته، كما تلزم أنظمته الأخري. وتفسير ذلك أن إحدي الوظائف الأساسية التي يمارسها النظام السياسي تعبئة الطاقات لتحقيق أهداف للمجتمع ترسمها قواه القائدة أو الموجهة. ولتأدية هذه الوظيفة، لابد من أن يملك النظام السياسي "سلطة"، وبهذا تكون السلطة الخصيصة الأولي التي يتصف بها. وتبرز هذه الخصيصة علي نحو أجلي إذا قارن المرء، علي سبيل المثال، بين هذا النظام والنظام الإقتصادي، الذي تقتصر وظيفته الأساسية علي إنتاج السلع والخدمات وإشباع حاجات المجتمع المادية.
ثانياً - إن النظام السياسي يتمتع بإستقلال ذاتي نسبي، إذ تحكم العلاقات الواقعة ضمنه قواعد خاصة، قانونية وسياسية. ولذلك كان أبرز شكلاً من أي نظام فرعي آخر من أنظمة المجتمع.
ثالثاً - إن تأثير النظام السياسي في المجتمع كله أكثر فاعلية من تأثير أي نظام آخر. ومصدر هذا التأثير تملك النظام السياسي السلطة العليا ومن ثم القدرة علي تنظيم طاقات المجتمع.
… الخ
بماذا تقيّمه؟