0 نجمة - 0 صوت
محمدبن صالح عبدالله الشاوي
تصنيف الكتاب: كتب إسلامية
الناشر: أوقاف الشيخ محمد بن صالح الشاوي
عدد الصفحات: 264
حجم الكتاب: 6.8 MB
مرات التحميل: 4257
قال تعالي: (وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) "البقرة: 177"، وقال تعالي :(إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ) "القمر: 49".
وقال صلي الله عليه وسلم: (أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والقدر كله خيره وشره).
فدلت هذه النصوص من الكتاب والسنة أنه يجب علي كل مسلم أن يؤمن بهذه الأركان الستة، هي: الإيمان بالله، والملائكة، والكتب السماوية، والرسل والأنبياء، واليوم الآخر، والقضاء خيره وشره.
وذكر الله تعالي ركن الإيمان بالقدر منفرداً عن الأركان الخمسة، لأنه فرع عن الإيمان بالله وفرع معرفته، فمن عرف الله حق المعرفة، وعرف صفاته من إرادة وقدرة وعلم ومشيئة وخلق آمن بالقدر ضرورة، إلا أن السنة النبوية ذكرته مع بقية الأركان، للدلالة علي أنه ركن أصيل من أركان الإيمان، وليأخذ نفس الأهمية التي لبقية الأركان.
كما دلت نصوص الكتاب والسنة علي كفر من أنكر هذه الأركان، أو أنكر ركناً واحداً منها، قال تعالي: (وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا) "النساء: 136".
وفي هذه الرسالة المختصرة سوف أتحدث عن الركن السادس من هذه الأركان، وهو الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره حلوه ومره، وعن خَلْق أفعال العباد، والكسب، والجبر، والإختيار، والمشيئة، وذلك لأهمية هذا الركن الذي ضلت فيه طوائف كثيرة، وأخطأ فيه أناس كثيرون أفراد وجماعات.
وقد نقلتها من عدد من مصنفات أهل العلم المعتبرين من القدامي والمعاصرين، وأكثر ما نقلت من مصنفات شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، حيث إنه بحث هذا الموضوع في مواضع كثيرة من مصنفاته، وأيضاً نقلت عن تلميذه البار ابن قيم الجوزية رحمه الله وغيرهم من العلماء.
وما قصدت من هذه الرسالة أولاً إلا إزالة شوائب كانت تجول في نفسي، وبعد البحث والتحري ظهر لي الصواب، وهو ما عليه أهل السنة والجماعة، ولله الحمد والمنة أولاً وآخراً، وأسأل الله جل وعلا أن ينفع بها غيري.
تعريف القضاء: القضاء لغة: كما قال ابن فارس في مادة (قضي): القاف، والضاد، والحرف العمتل؛ أصل صحيح يدل علي إحكام أمر، وإتقانه، وإنفاذه لجهته، قال تعالي: (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ) "فصلت:12".
والقضاء: هو الحكم، والصنع، والحتم، والبيان، وأصله القطع، والفصل، وقضاء الشئ، وإحكامه وإمضاؤه، والفراغ منه؛ فيكون بمعني الخلق.
وفي الإصطلاح: تقدير الله للكائنات حسبما سبق به علمه، واقتضته حكمته.
تعريف القدر: القدر لغة: مصدر قدرت الشئ أقدره قدراً؛ أي: أحطت بمقداره، فهو الإحاطة بمقادير الأمور.
وفي الإصطلاح: هو علم الله تعالي بالأشياء وكتابته لها قبل كونها، علي ما هي عليه، ووجودها علي ما سبق به علمه، وكتابته بمشيئته وخلقه.
وعليه فكل من القضاء والقدر يأتي بمعني الآخر؛ فمعاني القضاء تؤول إلي إحكام الشئ، وإتقانه، ونحو ذلك من معاني القضاء، ومعاني القدر تدور حول ذلك، وتعود إلي التقدير، والحكم، والخلق، والحتم، ونحو ذلك.
هذا الكتاب تم نشره بإذن من: المؤلف
بماذا تقيّمه؟