قبل أن تبدأ البرمجة

عندما قمتُ بنشر الطبعة الأولى من هذا الكتيّب سنة 2013 لم أتوقع أنه سيلاقي كل ذلك الترحيب، خاصة وأنني -بعد نشره- اكتشفتُ أن السؤال الحقيقي الكامن لدينا ليس: كيف أتعلم البرمجة؟، بل أية لغةٍ تناسبني! وكيف أصدر برنامجاً ناجحاً؟ وأن كتابي هذا قد حاول الإجابة عن هذين السؤالين بشكل غير مسبوق، فكان أن أصدرتُ منه هذه الطبعة الثانية والمنقحة، وكلّي أملٌ في أن تتلقفه أيادٍ جديدةٌ، وقراء جدد ينهلون مما فيه.

فيما يلي مقدمة الطبعة الأولى… أن تكون مبرمجاً أمر "رائع" ويتطلب بعض الصبر والقدرة على التعامل مع المواقف المختلفة، لكن أن تكون مبرمجاً ناجحاً فهذا أمر آخر

كثيرٌ من الناس يسعون لتعلم البرمجة، يحفظون الدوال ويبحثون عن الأمثلة الجاهزة، ثم يستخدمون هذا وذاك لبناء برنامج تكون نتيجته الفشل غالباً.

نحن نسعى لتعلم البرمجة فقط، وننسى أشياء أخرى قد يعتبرها الكثير منا "كماليات".

على كل، فهذا الكتاب موجه إليك عزيزي القارئ سواء كنت مبرمجاً أو إن كان هذا أحد أول كتب البرمجة التي تقرؤها. عند الانتهاء من قراءة هذا الكتاب ستكون بإذن الله قد حددت هدفك من البرمجة، لغة البرمجة المناسبة لك، الطريقة التي تطرح بها مشاريعك المستقبلية، العوامل المساعدة على إنجاحها وكيفية تجنب أخطاء يقع فيها مبرمجون آخرون.

علي عون الله نستهل هذا الكتاب بسؤال أراه مهماً: لماذا تود أن تصبح مبرمجاً؟

تتفاوت الإجابات عن هذا السؤال في الحقيقة، قد يود شخص ما تعلم البرمجة لأنها "فُرضت" عليه في أحد المقررات الدراسية بالجامعة، وربما تعلمها آخر ليجد لنفسه مكاناً في شركة توظيف المبرمجين، أو ربما تعلمها البعض كهواية أو وسيلة لمعالجة مشاكلهم مع الكمبيوتر. هؤلاء بنظري سينجحون أولاً، لأن الأول والثاني سيعتمدان علي الكتب بشكل أساسي، وسيقرآن ما فُرض عليهما أو مما طُلب منهما فقط. أما الصنف الثالث فيجرب بنفسه، يتوسع في مصادر اكتساب معارفه، ويقرأ كثيراً. لذلك حتي لو كنت من الصنفين الأولين فاعتبر ما قرأته الآن نصائح لك في مشوارك نحو النجاح.

ماذا تود أن تبرمج؟

سؤال مهم آخر، فربما تود أن تصنع برنامجاً لشركة ما وفي هذه الحالة ستحتاج وقتاً كبيراً وموارد كثيرة، والعديد من أكواب القهوة أيضاً.. أو ربما تود فقط صنع برامج شخصية، وفي هذه الحالة سيهمك عمل البرنامج أكثر من تصميمه (سنري هذا لاحقاً).. قد تود كذلك المشاركة في تطوير برامج صنعها آخرون، وفي كل الحالات السابق ذكرها فإن هذا الكتاب موجه إليك.

لغات كثيرة.. هدف واحد:

صدقني لقد قمت بأهم خطوة، فقد حددت الهدف من تعلمك للبرمجة، وأخذت لمحة عن أنواع البرامج وعن الطرق المناسبة لتوظيفها في مشاريعك المستقبلية، والآن أعود وأسألك: هل تتقن أحد لغات البرمجة؟

إذا كنت متمكناً من أحد اللغات المعروفة فيمكنك الإنتقال إلي الفصل الموالي، أما إن كان هذا أحد أول الكتب التي تقرؤها في مجال البرمجة فتابع معي..

لبرمجة برنامج، ستحتاج أساساً إلي إتقان لغة برمجة، تتكون أغلب اللغات المتداولة من دوال Functions، وكلمات مفتاحية Keywords (لا ترتبك فمعرفة الرياضيات ليست ضرورية إلي ذلك الحد).