0 نجمة - 0 صوت
سالم مشكور
تصنيف الكتاب: كتب السياسة
الناشر: مركز الدراسات الاستراتيجية
عدد الصفحات: 169
حجم الكتاب: 3.1 MB
مرات التحميل: 1689
يبحث الكتاب في جذور المشاكل الحدودية بين الدول الخليجية والتي تفجر بين الحين والاخر نزاعات تطورت في بعض الاحيان الى حروب طاحنة كما في حالة الحرب العراقية الايرانية التي دامت ثماني سنوات(١٩٨٠-١٩٨٨) ثم الغزو العراقي للكويت عام ١٩٩٠ وما أعقبه من حرب تحرير الكويت التي أدت الى حصار العراق وتدميره على مدى سنوات. الكتاب يبحث أيضا في مفردات النزاعات بين الدول مع التذكير بأن بعض هذه النزاعات تم حلها في السنوات اللاحقة لصدور هذا الكتاب.
منذ عام 1980م وحتي الآن شهدت منطقة الخليج سلسلة أحداث وحروب هي الأعنف في تاريخ المنطقة المعاصر، بدءاً بالحرب العراقية الإيرانية التي دامت ثمانية أعوام (1980 - 1988)م، مروراً بالإجتياح العراقي للكويت (1990 - 1991)م، وما أسفر عنه من حرب مدمرة أعادت رسم الخريطة السياسية للمنطقة والعالم، وأخيراً وليس آخراً، النزاعات المتجددة بين قطر والبحرين حول جزر متنازع عليها، وعودة النزاع الإيراني - الإماراتي حول الجزر الثلاث، والنزاع السعودي القطري الذي بلغ مرحاة الإصطدام المسلح. ولاتزال الساحة الخليجية مفتوحة علي احتمالات نزاعات جديدة مرشحة للتفجر كل حين.
هذه النزاعات سلطت الأضواء علي أزمة مستمرة في هذه المنطقة، اسمها "معضلة الحدود". كيف نشأت هذه المعضلة ومتي، وما هي العوامل التي عملت علي توجيهها وتحديد أبعدها ومساراتها.
لقد كانت اعتبارات الأهمية الجيوستراتيجية للخليج، وتنافس القوي الدولية عبر العصور للهيمنة عليه، الأرض التي نمت عليها جذور المشكلة الحدودية الحالية، التي بدأت أولي مفرداتها إبّان الهيمنة البريطانية ومحاولات إبعاد النفوذ العثماني من المنطقة، فكانت معاهدة "الخط الأزرق" لعام 1913م، أول فصل بين مناطق نفوذ الدولة العثمانية ومناطق نفوذ الدولة البريطانية، تلتها إتفاقية العقير لعام 1922م، التي رسمت علي الأرض أول حدود بين العراق والكويت ونجد.
وأدي ظهور النفط في الثلاثينيات من هذا القرن دوراً كبيراً في إعادة بلورة أشكال الحدود الموجودة، ورسم الحدود التي لم تُرسم من قبل. عندئذ بدأت معالم المعضلة الحدودية تتبلور أكثر فأكثر، وبدأت اتجاهاتها وأبعادها ومساراتها تتحدد علي أساس أنماط التفاعلات الإقليمية والدولية التي تتفاعل مع العامل الإستراتيجي ومع الموروث التاريخي لتنتج المركب الراهن لهذه المعضلة.
وقد تركت بريطانيا، التي رعت صوغ الأشكال الأولي للمشكلة الحدودية، بذور أزمة دائمة التفجر بين كل دول المنطقة، من خلال الأسلوب الإعتباطي الذي مارسته في عملية الترسيم، وتشجيع اعتماد مبدأ القوة كعنصر مهم في عملية تغيير الحدود، فأنتجت ازمتي الخليج وما بينهما من أزمات أصغر حجماً، وأخري كامنة جاهزة للتفجر.
هذا الكتاب تم نشره بإذن من: المؤلف
بماذا تقيّمه؟