4 نجوم - 2 صوت
فيصل لكحل
تصنيف الكتاب: كتب الفلسفة
الناشر: دار كنوز الحكمة للنشر والتوزيع
عدد الصفحات: 202
حجم الكتاب: 7 MB
مرات التحميل: 211
إن سبــر أغوار الأونطولوجيا الهيدغرية ينطلق من الدازاين، من خلال تحليل ملامحه وصيغه الأساسية، هذا ما يجعلنا نفترض أن الدازاين هو ما نبحث عنه هنا بالعودة إلى فهم السؤال الأونطولوجي سؤالا عن الأساس ، في كل تجلي وانفتاح وانكشاف يمكن للدازاين أن يتمظهر فيه، ذلك أنّ الوجود ليس إلا وجود الدازاين كأفق ممكن لظهور أصالة الوجود والغاية التي نهدف إليها من خلال دراستنا هذه هي البحث عن المـسوغات الأونطولوجية التي استند عليها فكر "مارتن هيدغر" في تأسيسه الدازاين؟ كيف جعل من هذا التأسيس ضمانة ظافرة في تفكيك الأونطولوجيا الكلاسيكية؟ وهل هذا التأسيس ضمانة نهائية تكشف عن الكينونة "كينونة الدازاين"؟ يقتضي السؤال عن التأسيس الأونطولوجي للدازاين السؤال أولا عن أساس الدازاين نفسه، ولذا مالأساس الذي يشكل كينونة الدازاين؟ هل هو مجموعة البنى الأونطولوجية التي يوصف بها "الخوف، القلق، العدم، الموت،..."؟ أم أنّ الدازاين لا يتأسس في مجموعة بناه الأونطولوجية؟ إننا نفترض هنا أنّ مجموعة البنى الأونطولوجية التي تكون صفات الدازاين لا تشكل أساسا نهائيا في الكشف عن كينونته ذلك أنها محددات مبدئية لها، ولئن ظهرت على أنها الأساس فإنها في الوقت ذاته انتفاء لكل تأسيس، إنها ما منه نبدأ في السؤال عن الأساس. لكن هل يشكل الوجود –في العالم- عبر تجربة الفهم بداية فعلية للكشف عن تأسيس ممكن للدازاين؟ إننا نفترض هنا أن الفهم يشكل أساس مشروع تعرف به أصالة الدازاين، بيد أنّه ليس أساسا نهائيا في تحديد كينونته، هذا لأنّ الدازاين كذلك وبالضرورة أمام وجوده اللاأصيل-مع-الآخر-في الثرثرة، الفضول، الالتباس،....وبالتالي فانّ التأسيس الأونطولوجي لا يتناهى عند أصالة الدازاين، إنّ الوجود الأصيل واللاأصيل كلاهما معا تأسيسا أونطولوجيا مــمكنا للدازاين، بيد أنّهما في الوقت ذاته لا يشكلان أساسا نهائيا في الكشف عن كينونته، لكن هل تشكل "زمانية الدازاين" أساسا نهائيا لـــــ"كينونة الدازاين"؟ هنا افترضنا أنَّ الزمان أساس ممكن لكينونة الدازاين، لكن مع ذلك لا يشكل أفقاً ينتهي عنده السؤال عن الأساس، ولعل هذه النتيجة هي بالضبط السبب في عدم استمرار الجزء الثاني من "الوجود والزمان 1927". لكن هل يمكن عد سؤال تأسيس الدازاين مجرد ضمانة لتفكيك الأونطولوجيا الكلاسيكية؟ وإنْ كان الأمر كذلك هل استطاع هذا التفكيك أن يتجاوز الأونطولوجيا الكلاسيكية أم أنّه بقي أسيرا لها؟ هنا افترضنا أن تأسيس الدازاين في أونطولوجيا هيدغر هو بالضبط تفكيك الأونطولوجيا الكلاسيكية "الأفلاطونية، الديكارتية، الكانطية، الهيجلية، النتشوية الهوسرلية"، إذْ هو ليس سوى مرجعية تفكيك لا تخفي وراءها تأسيسا ثابتا، إنّها الهاوية، إذ أي إمكانية تأسيس تهوي بالوجود إلى مرتبة ما هو موجود، بـما في ذلك تأسيس الدازاين، مادامت كينونته تنفلت منه باستمرار، حيث لا يبقى سوى السؤال عنها كإمكان للإمكان وأساس للأساس، وكأنّ الأساس الوحيد هو أن يبقى الإنسان مجرد سؤال، ربّ سؤال هو تقوى للدازاين، فأنْ تطرح السؤال معناها أنْ تصبر وتنتظر حتى ولو طال العمر كله، وذّاك مآل كينونة الدازاين، منه ابتدأت واليه انتهت، وهكذا فانّ سوال الأساس في ما يخص الدازاين الهيدغري يند عن كل تأسيس إنّ الأساس؟ هو الولوج في في عـمــق السؤال وإمكانه ليس للوقوف على أساس أو أصل ثابت ومعين كما دأبت الميتافيزيقا الغربية، بل الوقوف عند السؤال ذاته "ألاَّ إنّ السؤال تقوى الفكر"، إنَّ سؤال الأساس ليس سوى الانشغال بالكشف عن معنى الكينونة دون الوصول إليها، إنـه الجرح الذي أصاب الدازاين فبقي مـجرد انفتاح على هاوية لا يعرف لها أساس ثابت، وفي هذه الهاوية بالذات أسقط هيدغر تاريخ الأونطولوجيا الكلاسيكية، وهنا مكمن السؤال "أصالة الأونطولوجيا الهيدغرية"، فإمّا أن نقبل بها كلها وإمّا أن نرفضها كلها؟
هذا الكتاب تم نشره بإذن من: المؤلف
بماذا تقيّمه؟