0 نجمة - 0 صوت
محمد سامي عبد السلام مجاهد
تصنيف الكتاب: كتب الإقتصاد
عدد الصفحات: 243
حجم الكتاب: 2.3 MB
مرات التحميل: 5856
الإقتصاد الهندسي أو الإدارة الصناعية هو مصطلح يستخدم للتعبير والدلالة علي الوحدة التنظيمية المختصة بممارسة كافة الأعمال والأنشطة اللازمة لتحويل المواد والخامات والعناصر الأخري الداخلة في الإنتاج إلي سلع تامة الصنع. ولكن في ضوء التطورات العلمية والتقنية السريعة في أساليب ونظم العمل والإنتاج من خلال تحديث الأساليب والطرق المستخدمة في أداء المهام والأنشطة المتصلة بالإنتاج، كالتخطيط والجدولة وتتطور أساليب الرقابة، بدأ التركيز علي توسيع دائرة الإنتاج وبذلك شاع مصطلح إدارة الإنتاج والعمليات التشغيلية.
والتطور التاريخي للإقتصاد الهندسي أو لإدارة الإنتاج والعمليات ليس بحديث، فالكثير من مبادئ إدارة الإنتاج والعمليات كان موجوداً منذ بداية وجود الإنسان الذي احتاج بطبيعة الحال إلي الإنتاج ليشبع احتياجاته الأساسية عن طريق تقسيم العمل الجماعي أو مبادلة العمل في الجماعات العائلية المستقرة التي ظهرت منذ بداية ظهور الإنسان علي وجه الأرض.
وبعد ظهور القري والمدن ظهرت إدارة الجماعات بهدف تحقيق القوة والإستيلاء علي الثروة أو حمايتها، وهنا احتاجت الإدارة إلي الإنتاج الجيد وشاع مبدأ التخطي حيث أوكلت بعض الأعمال إلي طبقة معينة وظهرت أساليب فنية في الإنتاج. ومن أمثلة ذلك الإدارة والإنتاج في الحضارات العريقة المختلفة مثل حضارة الإغريق وحضارة الرافدين والرومان والمصريين القدماء وغيرهم، حيث اشتهروا بالمنتجات الزراعية والصناعات القائمة علي الإنتاج الزراعي، وكانوا يمارسون عملية الوزن والكيل بالموازيين والمكاييل القياسية المتعارف عليها آنذاك. أيضاً من أمثلة المشاريع الكبيرة: الأهرامات بمصر، وحدائق بابل المعلقة بالعراق وسور الصين العظيم، وغيرها الكثير. وهذه المشاريع ما كانت لتقوم وتستمر لولا وجود إدارة كبيرة تحدد عوامل الإنتاج المناسبة وتحل مشاكل الإنتاج وتقوم بوظائف الإدارة كالتخطيط والتنظيم والتنفيذ والرقابة والمتابعة.
كما كانوا يحددون الأجور وساعات العمل وفق منهجية وآلية لإستخدام العمال، وكانوا يقدمون مكافآت وحوافز للمهندسين والقائمين علي الإشراف علي بناء تلك الصناعات والمشاريع الضخمة.
وهكذا استمر الحال إلي أن كانت الثورة الصناعية عام 1750م التي اعتبرت ولادة لحقبة جديدة في الإدارة الصناعية تميزت عن ما سبقها بعدة مميزات، منها:
مما أدي إلي الحاجة لأنماط جديدة في تنظيم وإدارة العملية الإنتاجية، وكان من أبرزها ضرورة وجود المدير الخبير بغض النظر عن الملكية.
وكان من أهم الأسماء اللامعة والبارزة في الإدارة الصناعية: آدم سميث (1790 - 1723م) وهو عالم اقتصاد اهتم بدراسة أهمية الإنتاج في الإقتصاديات وله نظرية إقتصادية تحمل اسمه، تقوم هذه النظرية علي اعتبار أن كل أمة أو شعب يملك القدرة علي إنتاج سلعة أو مادة خام بكلفة أقل بكثير من باقي الدول الأخري، فإذا ما تبادلت الدول هذه السلع عم الرخاء بين الجميع. ومن أبرز كتبه كتاب (ثروة الأمم) تحدث فيه عن أهمية التخصص وتقسيم العمل وفوائده علي العملية الإنتاجية، وتحدث عن كيفية زيادة سرعة العامل وبالتالي زيادة الإنتاجية، وكيفية تلاشي الوقت الضائع للإنتقال من عملية إلي أخري. كما قام آدم سميث بإختراع عدد كبير من الآلات، ومهّد إلي العديد من المبادئ المهمة في الإنتاج، منها: تبسيط العمل، تحليل العمليات، دراسة الوقت.
بماذا تقيّمه؟