0 نجمة - 0 صوت
نزار يوسف
تصنيف الكتاب: كتب الفلسفة
عدد الصفحات: 207
حجم الكتاب: 1.5 MB
مرات التحميل: 1181
كتاب ( المنطق الثاني ) للباحث نزار يوسف و حسب ما جاء في مقدمته: هو محاولة تفسير المنطق الحقيقي السائد الآن في التعامل بين بني البشر ككل. هي ليست محاولة إيجاد شرعنة و تبرير و دعوة له بقدر ما هي محاولة إيجاد تفسير واقعي حيادي توصيفي مجرد عن أية عاطفة و خاضع لعامل التحليل و التمحيص. و تبقى هوية و حقيقة ( المنطق الثاني ) في أنه ربما قد يعري حالة النفاق أو الازدواجية أو الكيل بمكيالين، حيال المناطق الاصطلاحية السامية و العامة السائدة من قِبل عموم البشر، كأفراد و من قبل بعض هيئاتهم و وسائلهم الاجتماعية و الإعلامية و السياسية.
المنطق الثاني هو ليس دعوة إلى اللا أخلاق و الرذيلة و الفساد و النفاق أو اتباع ما تبقى من منكرات و فواحش، و ليس تبرير ذلك كله.. المنطق الثاني هو دعوة لعدم ادعاء الفضيلة و ادعاء الأخلاق و المعروف و الديني و الإيمان و التقى و الزهد و إلى ما هنالك من أعراف و مناطق عليا سامية.. المنطق الثاني هو تفسير و تصوير لما يسمعه الإنسان من أقوال حميدة و حكم مأثورة بليغة، و يرى في الوقت ذاته ما يقابلها من أفعال قبيحة و أعمال مأفونة ذميمة، فيُصاب بحالة انفصام فكري أخلاقي نفسي يودي به نهاية المطاف إلى تبرير فعل الشر بالخير و تبرير الجهل بالعلم و تبرير الكفر بالدين و الإيمان و تبرير الرذيلة بالفضيلة. و تالياً .. يقوم بفعل الأوائل و تبريرها بالأواخر منه، و هو ما يحصل الآن، إنه الحال الراهن على مرأى من العين و مسمع من الأذن، بلا حياء و لا خجل و لا رادع. و هو أمر لم يَعُد يقتصر على الأفراد أو الشراذم الهُمَل من بعض الناس، بل تعدى ذلك إلى الملأ منهم.. الاجتماعي والسياسي و الديني.. بهيئاتهم ومنظماتهم و مؤسساتهم و وسائطهم المرئية و المسموعة و المقروءة.
المنطق الثاني هو صورة واقعية حقيقية موجودة و لها مبرراتها المنطقية الصحيحة و السليمة لكنها للأسف صورة مطموسة مهيضة، ربما أوجدها من دون قصد، من احتكروا المنطق الأول، منطوقاً لا فعلاً و قاموا بعكسه فعلاً لا قولاً . ليس ذلك فقط، بل حاسبوا و حاكموا و قاصصوا كل من وجد نفسه مضطراً للمنطق الثاني فعلاً و قولاً بعد أن ضاقت به سبل الدنيا أو ضيّقَها هؤلاء عليه. الذين حاسبوه و حاكموه و قاصصوه بتهمة القيام بما يقومون هم به و لا يقولونه، حيث إنهم احتكروا المنطقين معاً.. المنطق الأول السامي الأخلاقي، و المنطق الآخر المضاد له. إنهم كهنة المنطق و المنطق المضاد له، و يبقى المنطق الثاني .. هو المنطق بين المنطقين .. منطقاً مستولاً مخفي لا يجرؤن أحد ما على تبنيه أو إعلانه، مع أنه هو الوسيط بين المنطقين.. المنطق الأول و نقيضه المعاكس له، و المبرر لهما في الوقت نفسه. و عناوين فصوله التي ناقشها الكاتب نزار يوسف كمفاهيم، من وجهة نظر مختلفة مغايرة عما هو متعارف عليه، هي ( المبادئ و القيم في الوضع الافتراضي - الفرد و الجماعة و الولاء للمجموع - الوطن و المواطنة – الأرض – الشعب - التكيف و البقاء للأصلح - الغزو الثقافي - المقدس و التابو – الشذوذ - الأصيل و الدَعي – العَدوّ - الألغام الفكرية ).
هذا الكتاب تم نشره بإذن من: المؤلف
بماذا تقيّمه؟