صهيل الصمت

هي حكاية من قصّتين ضُمّنت الواحدة منهما في الأخرى بشكل مغر باستكشاف العلائق و ضروب التوافق و التخالف بينهما في أنماط الخطاب و أشكال ترتيبه وتوزيع الأحداث و الدّلالات : فكيف تعيش المرأة المقيمة في مصحّة حياة المرأة الثانية صفاء بمجرّد كتابتها ؟ كيف يلتقي الحرمان بالانعتاق و الألمُ باللّذّة و الخدرُ بالصحو و الخيالُ بالواقع عبر الكتابة ؟ و لمّا كانت الكتابة في رواية بوصفارة تنشأ بين ثنايا متخالفة متضادّة سعت صاحبتها إلى إظهار الألم مقرونا بلذّة الشهوة و الانعتاق و إظهار اللّذّة مقرونة بألم الكبت و الحُبسة . أمّا سرّ الحكاية فهي اللذّة العارمة حدّ الشبق ، لذّة الجسد يكتب نشوتَه و يُعلن جموحه وشهوته . تقول صفاء و نفسها مفتوحة بشراهة للخمر و الحبّ و عناق البدن " جسدي الرّاغب يكتب و يصنع لرغباته تاريخا " . و كتابة الجسد أو كتابة اللّذّة هذه تتصادى مع لذّة الكتابة عند بارت ( Roland Barthes ) . أ لم يقل إنّ الكاتب إذ يتملّك لغته يتملّك جسد نصّه فينقل عيره نوازعه و حركات جسده المفلتة من كلّ قيد و شرط !