عالج نفسك من القلق والتوتر

أنا عصبي - هو متوتر - هي قلقة. كلمات نسمعها دوماً في حياتنا اليومية من أشخاص يتفاوتون في التعليم والثقافة، وفي المزاج الشخصي، وفي الحالة الإجتماعية، ولكن الجميع متوتر.. قلق.. عصبي المزاج.. شديد الإنفعال.. سريع الغضب.. هذه الصفات التي أصبحنا نلتقي بها ونشاهدها مرسومة علي نماذج من البشر هل كانت فيما مضي من الزمان بمثل هذه الصورة؟ سوف أترك الإجابة لكم أنتم.

إن العصر الذي نعيش فيه يتسم بالسرعة، وفي اعتقادي أن معظم الأمراض النفسية ناشئة عن ذلك؛ فالطالب يستعجل النجاح ولا يبذل المجهود الكافي، وتأتي أيام الإمتحانات ويعيش في قلق وتوتر، فتراه مشدود الأعصاب سريع الإنفعال، يغضب لأتفه الأسباب، ولو بذل من الجهد القليل في المذاكرة مع تنظيم الوقت لاطمأن واستراح وعاش عيشة هنية سوية، ودخل الإمتحان مطمئناً ثابت الفؤاد.

بعض الموظفين يستعجل الترقيات والعلاوات، ولا يبذل من الجهد في أداء عمله إلا اليسير؛ فتراه يأتي صباحاً إلي عمله بعد الساعة المحددة للدوام فيتجاوز إشارات المرور ويسابق الريح بمركبته، ولو سألته لماذا السرعة؟ لأجابك لكي أدرك الدوام، ولو خرج من بيته مبكراً بعد تناوله الإفطار فسوف يخرج مرتاحاً قرير العين مسرور النفس، ويذهب إلي عمله مبتسماً مؤدياً جميع أعماله بنفس راضية هانئة قانعة بما قسم الله لها.

إذن نحن المسئولون عن توترنا وعن قلقنا وعن عصبيتنا، فقليل من التنظيم يشفينا ولا يجعلنا عرضة للأمراض النفسية المدمرة والعياذ بالله.

إن الأمراض العصبية هي أمراض نفسية تشل حركة المخ عن التفكير؛ لأن الجهاز العصبي يشمل المخ والنخاع الشوكي وأي إصابة عصبية قد تؤدي - والعياذ بالله - إلي الشلل بنوعيه.

والأمراض النفسية تصيب الأشخاص وتؤثر عليهم في تفكيرهم وتصرفاتهم وعلاقاتهم بعضهم مع بعض ومع مجتمعهم، وعلماء النفس قسموا هذه الأمراض إلي أقسام عديدة أهمها: الإكتئاب.. القلق.. الإنفصام الشخصي.. التوتر العصبي.. الهستريا.. وغيرها من الأمراض النفسية.

لقد أصبحت ضغوط الحياة تتزايد علي الشخص،فإذا كن رشيداً تعامل معها في إطار الدقة والتأني والحلم، واستطاع أن يغلب علي هذه الضغوط بإيمانه بالله، وبصبره علي الشدائد والمحن، وتصرفه الحكيم أمام هذه المشاكل اليومية المتلاحقة، وتراه مبتسماً بشوشاً ترتاح إلي لقائه.

ولو كان غير ذلك فإنه يصبح متوتراً لأتفه الأسباب، يثار من أقل كلمة، وينفعل من أي تصرف لا يتوافق مع هواه، ولا يتحكم في أموره، وقراراته تأتي ووبالاً عليه؛ لأنه لم يحكم عقله ولم يستجب لندائه.. تراه حزيناً كئيباً شاكياً من كل ما يحيط به، ولا يسعي إلي علاج ذلك إلا بعد أن تصل الأمور إلي مداها، فيلجأ إلي المهدئات أو إلي المصحات النفسية.

والعلاج سهل وميسور، ويتمثل في القول المأثور: "ارض بما قسم الله لك تكن أسعد الناس".

من أجل حياة سعيدة هانئة ننعم فيها بالخيرات الوفيرة، ونطرد همومنا وأتراحنا وتذمرنا، فإني أقدم لك عزيزي القارئ هذا الكتاب؛ لكي تعالج نفسك من التوتر والقلق وضغوط الحياة بأنواعها، وتحيا حياة سعيدة، ملؤها البِشْر والتفاؤل والغد الباسم بآماله وتطلعاته الجميلة.