0 نجمة - 0 صوت
محمد الرازي فخر الدين
تصنيف الكتاب: كتب علم النفس
عدد الصفحات: 112
حجم الكتاب: 2.2 MB
مرات التحميل: 18403
يحدثنا الإمام الرازى عن الفراسة فى ثلاث مقالات:
المقالة الأولى: يعرفنا بالفراسة والمزاج، ثم يبين فضيلة هذا العلم فى القرآان والسنة والعقل، موضحا أقسام هذا العلم متنقلا إلى موضوع هذا الكتاب ألا وهو: "الإستدلال بالأحوال الظاهرة فى الجسد على الأحوال الباطنة" وهذا النوع هو الذى يجرى فيه التعليم والتعلم ثم أشار إشارة واضحة إلى انه لن يتعرض لغير هذا النوع مما يطلق عليه اسم الفراسة. وعندئذ أخذ يعدد الأمور التى لابد من معرفتها فى هذا العلم، مبينا وسائل الإستدلال مسلطا الضوء على صناعة "القيافة" والطرق التى يمكن بواسطتها معرفة أخلاق الناس، والأمور التى تجب رعايتها عند الرجوع إلى هذه الطرق.
المقالة الثانية: فإننا نراه قد راح يعدد علامات الأمزجة الكاملة حتى يتوسل بمعرفتها إلى معرفة: الإعتلال والإختلال.
المقالة الثالثة: يتناول دلالة الأعضاء الجزئية على الأحوال النفسية ويستوفى ذلك فى سبعة عشر فصلا وبتمامها ينتهى الكتاب.
يمتاز هذا الكتاب على غيره من الكتب التى تناولت علم الفراسة بما يلمسه القارئ من حرص الإمام الرازى فى كل كلمة على الصدق، واحترام عقلية القارئ وكأنما يعطينا مفتاح كل شخصية كى يسهل علينا التعرف عليها والتعامل معها فى دنيا الناس التى اختلط فيها الحابل بالنابل.
حتى لتحس وانت تقرؤه أنك مع احدث كتب علم النفس! كل ذلك فى إطار المبادئ الإسلامية المقررة بعيدا عما لا يمتّ إلى الفراسة وليس منها، وهذا ما يجعلنا نضع كتاب الرازى فى الموضع اللائق به، ونحرص على تقديمه ليملأ فراغا طالما تطلع الكثيرون إلى من يملؤه بما يحترم عقل القارئ ومبادئ دينه القويم، وإلى جانب هذا كله فالرازى يعد رائدا فى هذا المجال بعد أرسطو حيث قدم لنا تلخيصا وافيا لكتابه مع زيادات مهمة!!
ولقد صنف الناس فى القديم والحديث كتبا فى ذلك منهم "محمد بن الصوفى" فى كتابه السياسة فى علم الفراسة" لكنه خلطف بالتنجيم وتأثير الأفلاك والأبراج. وأخيرا حسب الفراسة أن الإمام ابن القيم أفرد لها منزلة من منازل (إياك نعبد وإياك نستعين) فى كتابه مدارج السالكين. وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على ما للفراسة من منزلة عن المسلمين بل عند الناس أجمعين.
الفراسة "الخَلقية" وهي التي صنف فيها الأطباء وغيرهم واستدلوا بالخَلق علي الخُلُق، لما بينهما من الإرتباط الذي اقتضته حكمة الله تعالي، وأمام انتشار الشر، وظهور الفساد في البر والبحر، وعدم تيسر الوسائل العلمية الحديثة للجميع كان لابد من الإلمام بهذا العلم لمعرفة أخلاق الناس في الخير والش. وفراسة المتفرس تتعلق بثلاثة أشياء: بعينه وأذنه وقلبه.
ولكنها تعتمد - أول ما تعتمد - علي جودة ذهن المتفرس، وحدة قلبه وحسن فطنته، كما تعتمد علي ظهور العلامات والأدلة علي من نتفرس فيه.
وهذا كله يتوقف علي ما خُلِّيَت النفس وطبيعتها فقد يكتسب الإنسان بالمقارنة والمعاشرة أخلاق من يقارنه ويعاشره!! وعندئذ تصبح تلك العلامات أسباباً لا مُوجبة، فقد تتخلف عنها أحكامها لفوات شرط، أو لوجود مانع، وعلينا أن نتأمل ذلك ولا نعجل بالحكم دون رعايته.
بماذا تقيّمه؟