0 نجمة - 0 صوت
د/ فرج عبدالقادر طه
تصنيف الكتاب: كتب علم النفس
عدد الصفحات: 372
حجم الكتاب: 9.6 MB
مرات التحميل: 6575
يعرف فريزر علم النفس الصناعى فى عبارة شديدة الايجاز حيث يقول فى مطلع الفصل الأول من كتابه "علم النفس الصناعى" (علم النفس الصناعى هو دراسة الانسان فى حالة العمل). أما دريفر فإن تعريفه لعلم النفس الصناعى أكثر تفصيلا حيث يقول إنه (الفرع من علم النفس التطبيقى الذى يهتم بتطبيق مناهج بحث علم النفس ونتائجه فى المشكلات التى تنشأ فى المجال الصناعى أو الإقتصادى بما فيها اختيار العمال وتدريبهم وطرق العمل وظروفه، الخ ..)، فى حين اننا نجد انجلش وانجلش فى قاموسهما يعرفان علم النفس الصناعى بشكل أكثر وضوحا وتفصيلا فيذكران أنه "الدراسة العلمية للمشكلات الصناعية بواسطة مناهج بحث علم النفس ومفاهيمه ومبادئه، واستخدام النتائج لزيادة الكفاية الإنتاجية. والصناعة هنا تستخدم بمعنى واسع جدا لتشمل كلا من الاعمال الحرة وأوجه النشاط التنفيذى للحكومة، ودائرة نشاط على النفس الصناعى واسعة حتى انها تشمل اختيار الافراد وتدريبهم، والروح المعنوية للعاملين، والهندسة البشرية، وسيكولوجية الاعلان وفن البيع، والدراسات المسحية لحاجات المستهلكين، الخ .."
هذا على حين نجد جيلمر يستهل الفصل الاول من كتابه "علم النفس الصناعى والتنظيمى" بحقيقة قول (إن معظم اعضاء المجتمعات الحديثة يولدون ويتعلمون ويعملون ويتعبدون أو يلعبون .. بواسطة تنظيمات أو منظمات. وهو بهذا الاستهلال يريد ان يحدد مجال علم النفس الصناعى والتنظيمى. كما يضيف جيلمر ان كتابه هذا إنما هو عن الناس فى التنظيمات (أو المنظمات) وكيف يسلكون، فى الكليات والجامعات، وفى المستشفيات، وفى الحكومة وما شابه ذلك، مع التركيز أكثر على علم النفس فى الصناعة، حيث يعمل فيها معظم الناس. ويستطرد مضيفا أن التنظيمات أو (المنظمات) شئ مهم ليس بسبب أننا كأفراد ننتمى للكثير منها، بل أيضا لانها تضم انواعا كثيرة من البشر، والبشر مهمون، هذا علاوة على اننا نقضى وقتا كبيرا فيها. وفى عبارة مباشرة يستطرد جيلمر قائلا: (إن علم النفس التنظيمى يدرس ليس فقط الانسان فى العمل على خط الانتاج، بل أيضا البائع فى الطريق، والفتاة على المكتب فى عملها، وهو مهتم بأستاذ الجامعة الذى يعلم الناس، والرجل الذى يبيع وثائق التأمين، أو يضع قوالب البناء، أو يشرف على الناس، أو يدير نشاط شركة كبيرة .. فعلم النفس التنظيمى يشمل المشكلات الإنسانية فى الحكومة، وفى الجيش، وفى التنظيمات الإجتماعية، إنه يشمل علم النفس الإجتماعى الصناعى، ويتناول مشكلات الموظفين والعاملين، ومنذ عهد قريب اعتنق المفاهيم المتعلقة بالجوانب الانسانية فى التنظيمات .. إن علم النفس التنظيمى يهتم بالمشكلات السيكولوجية التى تظهر فى كل التنظيمات (أو المنظمات)، مع التركيز على المؤسسات الصناعية.
ومن هذه النماذج التي اكتفينا بعرضها لتعريفات علم النفس الصناعي، وعلم النفس التنظيمي يتبين لنا بوضوح أن علم النفس التنظيمي ما هو إلا توسيع لدائرة اختصاص علم النفس الصناعي ومجالات اهتمامه حتي تشمل كل المجالات والإهتمامات التي حدثنا عنها جيلمر. فقبل السبعينات من هذا القرن كنا نجد علم النفس الصناعي يكاد يقتصر علي مجالات العمل والإنتاج، أما الآن فإن تسميته الجديدة بعلم النفس التنظيمي تعتبر تصحيحاً لتسميته القديمة بعلم النفس الصناعي، وتطويراً في نفس الوقت وتوسيعاً لدائرة اختصاصه واهتماماته لتشمل كل سلوك ونشاط كافة التنظيمات أو المنظمات والعاملين فيها سواء كانت هذه التنظيمات صناعية أو إنتاجية أو مهنية أو تجارية أو اجتماعية أو رياضية أو تربوية أو سياسية أو عسكرية أو مخصصة لأية خدمات، سواء في كل ذلك أيضاً إن كانت هذه التنظيمات أو المنظمات حكومية أو خاصة. ولذلك فإن التسمية الجديدة علم النفس الصناعي بعلم النفس التنظيمي ما عرفت إلا بعد بداية السبعينات من هذا القرن.
بماذا تقيّمه؟