0 نجمة - 0 صوت
د/ إسماعيل عبد الفتاح
تصنيف الكتاب: كتب علم النفس
عدد الصفحات: 308
حجم الكتاب: 9.3 MB
مرات التحميل: 2991
تكمن أهمية الموضوع في ارتباطه العميق بالمجتمع الذي نعيش فيه، فلا تطور للمجتمع، ولا نمو له ولا تقدم إلا بالإبتكار، ولا حياة اجتماعية معاصرة سليمة إلا بالإتصال والإعلام، فالإتصال والإعلام المعاصر هو سلاح البشرية للتقدم الإنساني العام، والإتصال والإعلام يقدمان النموذج الإنساني للتعاون والتضافر البشري من أجل الإستقرار والتقدم، ولولا الإتصال الإنساني والإعلام الذي نعيش عصره الزاهر، ما كان هذا التقدم الكبير في عالم اليوم من تكنولوجيا وعلوم وفنون مختلفة.
والإبتكار هو الطريق الطبيعي والصحيح للتقدم والتطور، ولم لا ..؟ فالإبتكار يساعد علي تطوير الموجود إلي الأفضل، وتحسن المتاح إلي المرغوب، والوصول الخيال إلي الحقيقة، وذلك من خلال الإبداع والإختراع والتفكير الإبتكاري.
فكل الأفكار التي كان القدماء يحلمون بها توجد حالياً علي أرض الواقع الإنساني بسبب واحد هو الإبتكار، فمن كان يتصور عندما حلق الخيال بسندباد لكي يطير فوق رؤوس الناس ويتنقل بحرية علي البساط السحري الطائر من مدينة لأخري في لحظات - وكان السير بينها حينذاك بالأسابيع والشهور - أن يتحقق خياله وحلمه؟.
نعم.. من كان يتصور أن نفس الوسيلة التي استخدمها سندباد في خياله، وهي البساط السحري، تتحقق الآن علي أوسع نطاق بواسطة الطائرات وما تلاها من سفن فضاء وصواريخ وغيرها؟.
أليس هذا بإبتكار جديد؟! والأمثلة كثيرة، فكل خيال ينطلق ويعمل علي تحقيقه الآلاف يتحقق في النهاية، كل ذلك بفضل العقل والإبداع والإبتكار.
والإبتكار ليس حكراً علي أحد، فالحمد لله الذي لا يورث الإبتكار ولا الموهبة ولا الإبداع، وإن كانت هناك عوامل وراثية قد تتحكم في الإبداع والموهبة وقد تؤثر علي الذكاء، فإننا نجدها شبه منعدمة في الإبتكار الذي يعتمد علي الفكر والعمل والعلم.. نعم .. الإبتكار يعتمد علي العلم وعلي العمل وعلي الفكر وعلي القراءة والمعلومات، فالبيئة تساعد المبتكر علي أن يبتكر، والعلم يساعد المبتكر علي تطوير ما أنجزه، والعمل هو وسيلة المبتكر للوصول إلي ابتكاره، أما الفكر والقراءة فهما الأساس الراسخ والتخطيط المنظم للوصول إلي الإبتكار المراد تنفيذه.
والإبتكار لا حدود له تحده وتقلل من انتشاره.. فهو يبدأ ببساطة شديدة، وفي صورة مبسطة للغاية، فمثلاً الذي يكيف حياته مع ظروفه الإجتماعية والإنسانية والعلمية والدراسية والمادية مبتكر، والذي يبتدع نظاماً جيداً للمذاكرة والإستيعاب مبتكر، والذي ينظم وقته ما بين الجد واللعب مبتكر، والذي يتفنن في عزف الموسيقي ويقدم الجديد فيها مبتكر، والذي يمسك ريشته ويبدع من خلال الأشكال والألوان فهو مبتكر، والذي يبدع من خلال قلمه يعتبر مبتكراً، والذي يجيد استخدام بيئته أيضاً مبتكر، والذي يصنع الأشياء الجميلة لابد وأن يكون مبتكراً ومخترعاً أيضاً.. فالإبتكار لا حدود له ولا وطن.
ولذلك نعيش معاً في دنيا الابداع والابتكار والاختراع وعالم الاتصال والاعلام، ونعيش من خلال الأسرة والمدرسة، لنتعرف علي أهم جوانب الموضوع نظرياً وتطبيقياً من أجل الإرتقاء بمهارات معلمة رياض الأطفال.
بماذا تقيّمه؟