0 نجمة - 0 صوت
د/ لويس كامل مليكة
تصنيف الكتاب: كتب علم النفس
عدد الصفحات: 300
حجم الكتاب: 11.2 MB
مرات التحميل: 3126
نقدم في هذا الكتاب المجموعة الأولي من مناهج العلاج النفسي، والتي يمكن إدراجها بعامة تحت عنوان: مناهج العلاج السلوكي وتعديل السلوك، وقد أضيف إليها حديثاً العلاج السلوكي المعرفي. ويمثل هذا الكتاب امتداداً لكتابنا: "علم النفس الإكلينيكي: التشخيص والتنبؤ في الطريقة الإكلينيكية" (الجزء الأول). وكنا قد وعدنا القارئ في مقدمته بإصدار الجزء الثاني في العلاج النفسي، والجزء الثالث في تطبيقات علم النفس الإكلينيكي. إلا أن الجزء الأول أعيد طبعه عدة مرات دون أن يصدر هذان الجزءان الموعودان. وقد حالت دون ذلك ظروف العمل خارج البلاد مع منظمتي الأمم المتحدة واليونيسكو لمدة تزيد عن اثنتي عشر عاماً. إلا أن العامل الأهم هو أن ميدان العلاج النفسي قد تشعبت مدارسه وتنوعت مناهجه إلي الحد الذي أصبح فيه من الصعب علي الباحث والممارس فضلاً عن الطالب متابعة هذا التشعب وهذا التنوع. وقد يلحظ القارئ أن قائمة مراجع هذا الكتاب تمتد علي مدي الأعوام من 1965 إلي 1988.
في ضوء هذه الظروف والعوامل وجدنا أنه سوف يكون نبتاً فطيراً ومتعجلاً أن نضم في كتاب واحد شتات هذه المدارس والمناهج المختلفة، وأنه من الأفضل تجزئة العمل حتي يعطي لكل ذي حقٍ حقه، ولكي يكون عرضنا لهذه المدارس والمناهج شاملاً ومتعمقاً ومتأنياً يفي بحاجة كل من الباحث والممارس والطالب.
وتكاد تجمع كتابات الباحثين في موضوع العلاج النفسي علي تصنيف المناهج العلاجية إلي ثلاث مجموعات كبري هي: العلاج السلوكي وتعديل السلوك والعلاج السلوكي - المعرفي؛ والتحليل النفسي؛ والعلاج النفسي الإنساني - الوجودي. وقد خصصنا هذا الكتاب لعرض المجموعة الأولي، وسوف يتبعه بإذن الله كتاب في المجموعتين الثانية والثالثة وربما كتاب ثالث يتناول القضايا العامة في العلاج النفسي وموضوعات أخري مثل العلاج الجماعي وغيره.
وقد هدفنا في الكتاب الحالي إلي أن نقدم للقارئ في اثني عشر فصلاً، مناقشة متكاملة للأسس النظرية وللإجراءات العملية في العلاج السلوكي وتعديل السلوك والعلاج السلوكي - المعرفي، بصورة تشبع حاجات كل من الباحث والممارس والطالب. وقد بدأنا بعرض الخلفية التاريخية والمفاهيم الأساسية والمنابع الرئيسية التي استمد منها العلاج السلوكي كما يمارس اليوم؛ أسباب حيويته وتبايناته، ثم عرضنا في فصل مستقل لكل من المناهج والإجراءات الرئيسية في العلاج السلوكي: التحليل السلوكي والإشراط الإستجابي والإشراط الإجرائي، الممتزجة وتأكيد الذات والضبط الذاتي. ثم خصصنا فصلاً لتطبيقات تعديل السلوك في المدرسة وختمنا بعرض نقدي.
وقد حرصنا كل الحرص علي أن نقدم للقارئ نماذج حية من فئات أكلينيكية وغير أكلينيكية عديدة ومتنوعة لنشبع قدر الإمكان الحاجات المتباينة والممتدة علي نطاق واسع، مع تذكير القارئ في نفس الوقت بالحاجة الملحة إلي التمسك بمعايير الضبط العلمي والمقارنة مع المدارس والمناهج الأخري. لعلنا نكون قد وفقنا إلي تحقيق القصد وإلي الوفاء بالوعد وإلي لقاء قريب بإن الله.
بماذا تقيّمه؟