مختصر الصرف

هذه محاولة متواضعة لتقديم عرض مختصر لمادة علم الصرف، وبأسلوب تعليمي ميسر، توخيت ضمه حلقة أخري لـ (مختصر النحو)، بغية أن تتكلمل المحاولتان في التعريف بالكلمة والجملة العربيتين.

وقد قسمته إلي تمهيد عرف فيه علم التصريف وموضوعه وفائدته، وإلي الأبواب التالية:

1. الكلمة استعرضت فيه تعريفها وعناصرها وبنيتها وميزانها.
2. تصريف الأسماء.
3. تصريف الأفعال: عرضت فيهما لأقسام كل منهما وأوزانهما وأحكامهما.
4. تصريفات عامة: عرضت فيه الأبدال والاعلال.
5. موضوعات أخري، كانت هي: التعويض، إلتقاء الساكنين، همزة الوصل، الإدغام، الوقف.
6. واتبعت الكتاب بملحق ضمنته معاني الكلمات الغريبة وشبهها مما استخدمته في الكتاب شاهداً أو مثالاً.

وكان منهجي في عرض هذه المادة: تعريف المصطلح أو المفهوم الصرفي، ثم شرح التعريف إذا كان ذلك لازماً، فذكر الأقسام والأحكام، وما يتبعهما من مسائل.

وقد اعدت النظر في طبعة الكتاب الأولي الموسومة بـ "موجز التصريف" فصححت ما وقع فيها من أخطاء وأضفت إليها ما رأيته لازما وفي حدود ما تسني لي من الوقت.

وأملي أن أجد من ملاحظات ونقد المعنيين ما يرتفع بهذه المحاولة المتواضعة إلي مستوي ارفع وأبعد عن الخطأ.

علم التصريف:-

التصريف هو علم يبحث فيه عن قواعد أبنية الكلمة العربية وأحوالها وأحكامها غير الإعرابية

يتوفر علم الصرف علي تبيان كيفية تأليف الكلمة المفردة بتبيان وزنها وعدد حروفها وحركاتها وترتيبهما، وما يعرض لذلك من تغيير أو حذف، وما في حروف الكلمة من أصالة وزيادة. وبغية أن نتبين ذلك بصورة اجلي نأخذ المثال التالي وهو كلمة (اصطنع):

فمن علم الصرف ننتهي إلي أن:

1. الحروف الأصول في هذه الكلمة هي: (الصاد والنون والعين).
2. التركيب الأصل لها هو (صَنَعَ) بفتح جميع حروفها.
3. الوزن المجرد لها هو (فَعَلَ) بفتح جميع حروفها.
4. الحروف المزيدة فيها هي: (الهمزة والطاء).
5. الوزن المزيد فيه لها هو (افتعل).
6. التغيير الصرفي الواقع فيها هو ابدال (تاء) افتعل طاء لوقوعها بعد الصاد.

ويعني بقيد (غير الإعرابية) المذكور في التعرف الإشارة إلي الفرق بين علم التصريف وعلم النحو لإخراج موضوعات ومسائل علم النحو عن مجال أبحاث وموضوعات علم الصرف.

وخلاصة الفرق بين العلمين هي: أن علم النحو يتوفر علي دراسة أحوال الحرف الأخير من الكلمة المعربة، بينما يدرس علم الصرف ما عدا ذلك من أحوال الكلمة المعربة وغير المعربة بما يرتبط بموضوع بنيتها، وسيتضح هذا مما يأتي:

موضوعه:-

يقتصر مجال دراسات الصرف علي الأسماء المتمكنة (المعربة) والأفعال المتصرفة (غير الجامدة). أما الحروف ومبنيات الأسماء وجوامد الأفعال، فلا تدخل في مجال دراسته وأبحاثه.

فائدته:-

يستفاد من دراسة علم الصرف ما يلي:

1. الإقتدار علي النطق بالكلمة العربية كما وضعت ونطق بها من قبل العرب.
2. فهم مادة التراث اللغوي العربي.

الكلمة:-

هي القول الدال علي معني مفرد مثل: كتاب، قرأ، في، مدرستان، مهندسون - طلاب، معلمات، عبد الرحمن، مكة المكرمة.

عناصرها:-

المادة التي تتألف منها بنية الكلمة العربية هي: الحروف والأشكال والضوابط.