0 نجمة - 0 صوت
د/ فيصل العفيف
تصنيف الكتاب: كتب علم النفس
عدد الصفحات: 51
حجم الكتاب: 0.2 MB
مرات التحميل: 4331
يعتبر موضوع اضطرابات النطق واللغة من الموضوعات الحديثة في مجال إهتمام التربية الخاصة إذ ظهر هذا الإهتمام بشكل واضح في بداية الستينات، حيث نال هذا الموضوع إهتمام العديد من اصحاب الاختصاص مما أثري هذا الإهتمام إلي ما هو عليه الآن.
ويعتبر التواصل من خلال الكلام واللغة عملية معقدة لكنها طبيعية وإنسانية تتطور مع التواصل غير اللغوي للطفل من خلال البكاء، الابتسامة، والايماءات وغيرها. إنها تتضمن جوانب معرفية وسمعية، وتعني استقبال وإرسال معلومات. إنها تعني كيف يتم ضبط الهواء من أجل إنتاج الاصوات والتحكم بالعضلات من اجل النطق وفهم الكلام من الطرف الآخر. ومع أن استخدام الكلام واللغة هو المقصود بالتواصل، إلا أن لدي الإنسان أيضاً نماذج مختلفة من التواصل غير اللفظي عن طريق حركات الجسم والإيماءات التي تعبر عما يريد الإنسان إيصاله إلي الآخرين.
إن تطور اللغة والكلام يحدث بشكل طبيعي لدي الأفراد الذين لا يعانون من إعاقات ولكن الفضل في إنتاج الأصوات أو الكلام الذي له معني في ثقافة الفرد وتكوين اللغة يعتبر دليلاً علي اضطرابات التواصل.
وعندما يشك في وجود مثل هذا الاضطراب، فإن الحاجة تدعو إلي سرعة تشخيصه وبالتالي علاجه.
وبما أن المعرفة دائماً هي نصف العلاج اسمحوا لي وضع البعض من خبراتي ومعلوماتي بين يديكم لتكون مرجع أساسي لكل من الأسرة، الأخصائي، معلم التربية الخاصة، أخصائي علم النفس، وطلاب التربية الخاصة، وكل مهتم في هذا الميدان.
تنتشر اضطرابات النطق بين الصغار والكبار، وهي تحدث في الغالب لدي الصغار نتيجة أخطاء في إخراج أصوات حروف الكلام من مخارجها، وعدم تشكيلها بصورة صحيحة، وتختلف درجات اضطرابات النطق من مجرد اللعثة البسيطة LISP إلي الاضطراب الحاد، حيث يخرج الكلام غير مفهوم نتيجة الحذف والإبدال والتشويه. وقد تحدث بعض اضطرابات النطق لدي الأفراد نتيجة خلل في أعضاء جهاز النطق مثل شق الحلق CLEFT PALATE.
وقد تحدث لدي بعض الكبار نتيجة إصابة في الجهاز العصبي المركزي CNS فربما يؤدي ذلك إلي إنتاج الكلام بصعوبة أو بعناء، مع تداخل الأصوات وعدم وضوحها كما في حالة عسر الكلام Dysarthria، وربما فقد القدرة علي الكلام تماماً كما في حالة البكم Mutism، كل ذلك يحتم علي إختصاصي علاج اضطرابات النطق والكلام والتركيز جيداً علي طبيعة وأسباب الاضطرابات أثناء عملية تقييم حالة الفرد. وغالباً يشمل علاج اضطرابات النطق أساليب تعديل السلوك اللغوي وحدها أو بالإضافة إلي العلاج الطبي.
سبقت مناقشة مراحل عملية الكلام والأجهزة المتضمنة فيها، وركزنا علي مرحلة الإنتاج أو الإرسال (ممارسة الكلام) والتي تشمل إرسال إخراج الأصوات وفقاً لأسس معينة بحيث يخرج كل صوت متمايز عن الآخر وفقاً للمخرج، وطريقة التشكيل، والرنين وبعض الصفات الأخري. ثن تنظم هذه الأصوات طبقاً للقواعد المتفق عليها في الثقافة المحيطة بالطفل، لتكون الكلمات والجمل، والفقرات… وهكذا يتصل الكلام. ويعد النطق الأصوات بصورة غير صحيحة يظهر الكلام مضطرباً. وهناك أربعة مظاهر أو أنواع لاضطرابات النطق والكلام تشمل: الحذف، الإبدال، التشويه، الإضافة.
بماذا تقيّمه؟