0 نجمة - 0 صوت
د/ أسامة سعد أبو سريع
تصنيف الكتاب: كتب علم النفس
عدد الصفحات: 205
حجم الكتاب: 0.8 MB
مرات التحميل: 2582
يمثل كتاب ( الصداقة من منظور علم النفس) الذي بين يدي القارئ العربي الآن أحد معالم علم النفس الحديث في خدمة المجتمع العربي، فهو يتناول موضوعا علي جانب كبير من الاهمية العلمية والتطبيقية، إذ إن موضوع الصداقة يشغل بال كل شخص يريد ان يعرف المزيد حول كيف تبدأ الصداقة الناجحة بين الافراد -من نفس الجنس- وكيف تستمر، وما الظروف التي تهددها.
وإذا كان الانسان بطبيعته يعد كائنا اجتماعيا فإن نجاحه في تكوين اصدقاء واستمرار علاقاته معهم يعد شرطا اساسيا من شروط تمتعه بصحة نفسية وجسمية، واستمتاعه بحياة لها معني.
ومع أن التراث الإنساني زاخر بكتابات حول الصداقة والأصدقاء، إلا أن معظم هذا التراث القديم منه والحديث، يمثل تأملات وانطباعات تقوم علي أساس الخبرة الشخصية، حيث يعطي للصداقة طابعاً إيجابياً أذا توافرت للشخص الذي يسجل خبرته أنواع من الخبرات الإيجابية، ويعطيها طابعاً سلبياً في حالة توافر خبرات محبطة مع الأصدقاء. ويندر في هذه الكتابات، تجاوز الخبرة الشخصية إلي تسجيل الأسس التي تقوم عليها الصداقة وقد غلب عند محاولة صياغة هذه الأسس طابع التعميم الشديد لخبرات نوعية، فردية أو ثقافية، علي أن مثل هذه الكتابات توضح عمق اهتمام الإنسان بموضوع الصداقة وحاجته الماسة إلي سبر أغوارها.
وقد عني المؤلف بعرض جذور التفكير الإنساني في موضوع الصداقة، حيث عرض آراء فلاسفة اليونان، والمفكرين المسلمين، في هذا الموضوع، مع استخلاص أهم ملامح أفكارهم، كما قام بعرض شائق للكتابات الحديثة التي تناولت موضوع الصداقة في الثقافة الغربية، مع التركيز علي الدراسات العلمية التي حاولت الكشف عن أبعاد الصداقة وظروف نجاحها أو فشلها، مع التمييز بين مفهوم الصداقة وأنواع أخري من العلاقات الإنسانية مثل الزمالة، والحب.
ويحسب للدكتور أسامة أبو سريع، أنه أول من أدخل موضوع الصداقة إلي دائرة البحث العلمي المنظم في الثقافة العربية، وهو يتناولها من منظورين:
الأول: منظور علم النفس الإجتماعي الذي يحاول اكتشاف قوانين التفاعل بين الشخص وبين الآخر.
والثاني: منظور ارتقائي، يحاول اكتشاف قوانين السلوك الإنساني - وهو هنا سلوك الصداقة - عبر مراحل العمر المتتابعة.
ولم يقنع الدكتور أسامة بكل ما أُتيح له من تراث عالمي حديث حول موضوع الصداقة، فيقوم بترجمتها وترجمة أدوات الدراسات التي أُجريت بالخارج كما يفعل الكثيرون، وإنما اثر مشقة محاولة اكتشاف أهم ملامح الصداقة في مجتمع عربي، هو مصر.
ويتميز هذا الكتاب، بأنه يجمع بين ميزتين يندر إمكان الجمع بينهما، هما: - الإلتزام بالمنهج العلمي الذي يساعد علي اكتشاف أبعاد الصداقة. - وتقديم المعرفة العلمية بسلاسة وبساطة بحيث يمكن للمثقف الجاد أن يضعها موضع التطبيق في حياته الشخصية والإجتماعية.
لذلك كله فإن الكتاب، يعد أحد معالم الدراسات النفسية الاجتماعية الحديثة في العالم العربي، وهو يعد - بحق - إضافة جديدة وجادة للمكتبة العربية.
بماذا تقيّمه؟