5 نجوم - 1 صوت
محمود الفرعوني
تصنيف الكتاب: كتب علم النفس
الناشر: دار الملايين للنشر
عدد الصفحات: 211
حجم الكتاب: 2.1 MB
مرات التحميل: 1513
كلمة المترجم حول الكتاب
أبدع المصريين القدماء فكرة الدولة فلما رأوها هكذا لم يكتفوا بما فعلوا بل تطلعوا لمزيد من التقدم والإبداع للنهوض والارتقاء بالجنس البشري لنور العلم والمعرفة وذلك باختراع الكتابة ومن ثم التقدم في كافة العلوم، حيث حفظ لنا التاريخ لوحة الملك مينا لتوحيد مصر 3200 ق. م، كما أن نظريات إمحوتب على جدران الهرم شاهدة على ما وصلت إليه حضارة فجر الضمير الإنساني منذ أكثر من خمسة ألاف عام. إن الحضارة الإنسانية تدين بالفضل لامتنا المصرية التي دون علم المصريات باسمها وهو يدرس في أرقى الجامعات الأوربية، إلا أننا ظللنا نعيش بعقلية الماضي دون مساهمة في منجزات الحداثة، فالثقافة كما يقول مؤلف هذا الكتاب مثل الأنواع، لا ترتقي ببساطة من خلال استنساخ نجاحاتها.
هذا الكتاب للعالم والباحث سكينر أخصائي علم النفس والسلوك، حول كيفية تطبيق منظور سلوكي على التعليم، ويعرفه بكونه ما يبقى عندما ينسى الإنسان كل ما درسه.
يتحدث الكتاب عن التدريس وأصوله كمهارة والذي يعرفه ببساطة بكونه ترتيب ظروف التعزيز التي يتغير فيها السلوك، ثم ينتقل إلى آلات التدريس والإرشاد المبرمج، والتفكير في التدريس، والسلوك الأخلاقي وضبط النفس، إلى إدارة السلوك في الغرفة الدراسية, والتغييرات في مؤسسة التعليم بما يتماشى مع النهج الجديد.
يقدم الكتاب إطاراً متماسكاً ومنهجياً للتربية، فهو يجادل بإقناع ضد أسلوب التعليم التقليدي، ويرى أنه يمكننا تعليم الطالب كيف يفكر بنفسه دون التضحية بمزايا معرفة ما فكر فيه الآخرون، فلن يضيع الوقت في اكتشاف ما هو معروف بالفعل، وإنما ينقل ما هو معروف في الصورة التي يستخدمها. كما يرى أنه لا يمكننا تدريس السلوك ألابتكاري، حيث أنه لن يكون ابتكاريًا إن درّسناه، بيد أنه يمكننا تعليم الطالب أن يرتب بيئات تعظٍم احتمالية حدوث استجابة ابتكاريه. كما يعارض استخدام العقوبة والتهديد للأطفال في المدرسة.
وجه سكينر هذا الكتاب إلى الخبراء في التحليل التجريبي المختبري للسلوك وأسسه المفاهيمية، الصريحة والضمنية. كان هدفه إقناع محللي السلوك التجريبي بالبحث والتطوير في المجال التعليمي. ويشير دون خجل إلى نقاط الضعف في نهج التعليم تجاه فعالية وتجاهل ممارسات التدريس، والتي يرى إصلاحها بمفاهيم وطرق تحليل السلوك التجريبي التي يمكن من خلالها اكتشاف القوى الكامنة للكائن البشري بدقه.
كتب سكينر بعض الكتب حول نظريات ومبادئ السلوكية المطبقة على الأسئلة الاجتماعية أو الفلسفية، لكن هذه الكتب تجاهلت التحليل السلوكي. يلتزم هذا الكتاب بهذا التحليل وكيفية تطبيقه على التعليم، ويجيب عن كيفية توليد سلوك مبتكر عبر تعزيز الطلاب. ويتحدث عن الثقافة التي يرى أنه يجب أن تتغير إذا كانت ستزيد من فرصها في البقاء. وأن الطفرات المسئولة عن تطورها هي الحداثة والتميز والابتكارات التي تظهر في سلوك الأفراد، وأن أي شيء يشجع الفردية قد يكون خطوة في الاتجاه الصحيح.
كما يرى سكينر أن التعليم الليبرالي يوسع الإدراك يحسن العقل ينمي الشعور بالهدف يعلم قيمة الحياة والفن يقدم للطالب إحساس بالقيم. وأن الليبرالي المتعلم أكثر من يدرك إمكاناته ويقدم مساهمات فريدة ليحقق ذاته كفرد ويحرر نفسه من أواصر الجهل.
سكينر من العلماء النوابغ وأحد علماء النفس البارزين في القرن العشرين، وهو أحد المفكرين التربويين الأكثر تقدمية حيث كان له دور فعال في رفع مستوى رعاية المعاقين فكريًا وكان مصممًا على الإصلاح التعليمي.
لفهم كيفية دمج نظام سكينر في نسيج البرامج الإرشادية الفعالة إلى أقصى حد وكيفية استخدام تراثه في اختيار وإجراءات تصميم المناهج الدراسية يتطلب الأمر أكثر من مجرد عرض أجزائه ومبادئه. تتطلب دمج عروض سكينر في التصميمات مع أقصى عائد لكل من المعلم والطالب عمقًا من الإدراك المفاهيمي والطلاقة في تطبيقه المقدم من مصادر قليلة للغاية.
وعلى الرغم من أن كتاباته عن آلات التدريس قديمة حيث لا تتضمن استخدام الكمبيوتر لأن الكتاب كتب منذ عدة عقود، إلا أنه يستحق القراءة، حيث يغطي جميع الأسئلة الشائكة في التعليم. هناك فصول حول سبب فشل المدرسين، وتعليم التفكير، ودافعية الطالب، وتعليم الإبداع وعن مدى إمكاننا إيجاد "القيم" التي تملي علينا مقدار التعليم الذي يشجع الحرية والابتكار؟ وهي ذات صلة اليوم كما كانت عندما صاغ سكينر هذا الكتاب. هذا الكتاب مفيد لأي شخص ذي صلة بالتعليم سواء معلمين أو مدربين.
هذا الكتاب تم نشره بإذن من: المؤلف
بماذا تقيّمه؟