دور التنشئة الاجتماعية في ظهور الجنسية المثلية

بالرغم من أن الإنسان قد يشترك مع غيره من المحيطين به في بعض السمات والصفات الجسمانية والاجتماعية لتعرضه لنفس الظروف البيئية التي تعرض لها غيره الا أن الإنسان ينفرد في تكوينه النفسي والعقلي عن غيره من الكائنات الحية، فمن الشيء الملاحظ أنه برغم وجود تشابه بين بني البشر فإنه في الوقت ذاته يوجد اختلاف وتنافر بينهم أيضا من بين هذه الفروق والاختلافات الاختلاف في الميل الجنسي. من الميول الجنسية، المثلية التي تعتبر بالتحديد ظاهرة ذات أبعاد تاريخية وحضارية واجتماعية، فهي ليست قاصرة على مكان دون الآخر ولا على زمان دون الآخر، ولا بطبيعة المجتمع متحضرا أو متخلفا، غربي أو شرقي بل هي ترتبط بوجود الإنسان وعلاقته المتبادلة مع الجنس الآخر . ورغم وجودها منذ الأزل، الا أنها تزايدت في العصر الحالي وهذا في كل المجتمعات وفي المجتمع الجزائري كذلك إلا أنها كانت ولا تزال تشكل طابو اجتماعي ينظر اليه الكثير على أنه شأن داخلي لا يجوز الخوض فيه علنا ولا يقع التنديد به والاعتراف بوجوده. وعليه فأهمية دراستنا تكمن في معرفة دور التنشئة الاجتماعية في ظهور المثلية الجنسية. واستجابة لمتطلبات الموضوع قسمنا هذا البحث إلى جانبين أساسيين؛ جانب نظري وآخر تطبيقي حيث تناولنا في كل منهما : الجانب النظري: الفصل الأول تضمن الإطار المنهجي للدراسة، عرضت فيه إشكالية البحث واعتباراتها من باب اختيار الموضوع ثم أهمية الدراسة وأهدافها وتحديد المفاهيم الاجرائية. الفصل الثاني كان حول الجنسية المثلية حيث تم التطرق فيه الى تعريف الجنسية المثلية، تاريخها، أنواعها، والسمات الشخصية للمثليين، أسبابها من وجهة نظر عامة، والمقاربات المفسرة للجنسية المثلية. الفصل الثالث اشتمل على التنشئة الاجتماعية تعريفها، أشكالها، أهميتها، خصائصها، أنواعها، أساسياتها وشروطها، أساليبها آلياتها أهدافها الاتجاهات والمقاربات المفسرة لها ومختلف مؤسساتها. الجانب التطبيقي: الفصل الرابع الذي تم التذكير فيه بأهداف البحث، وتمحور الفصل حول اجراءات الدراسة التي تضمنت منهج الدراسة والأدوات المستخدمة فيها من ملاحظة ومقابلة واختبار رسم الشجرة وتقنية تحليل المضمون . الفصل الخامس كان هذا الفصل لعرض الحالات وتحليلها، ومن ثم مناقشة أهداف البحث. انتهاءا بخاتمة تضمنت استنتاج عام وتوصيات.