0 نجمة - 0 صوت
سوزانا ميلر ترجمة د/ حسن عيسي
تصنيف الكتاب: كتب علم النفس
عدد الصفحات: 302
حجم الكتاب: 0.8 MB
مرات التحميل: 2935
اللعب هو النشاط الوحيد الذي لا يهدف الانسان حين يمارسه إلي غرض محدد سوي المتعة الناتجة عن اللعب ذاته. فهو كالفن -في رأي كانت- سرور او ارتياح بلا هدف أو متعة خالصة من اي غرض، ونفتقد هذه المتعة في ممارستنا اللعب في مجتمعاتنا العربية في كل الاعمار، وفي كل المستويات تقريبا.
ولقد أصبح موضوع اللعب يستأثر بعدد من الكتابات المتعمقة علي أعلي المستويات الفكرية. ونجد العديد من الكتابات السيكولوجية الجادة عن اللعب، بل والدراسات التجريبية البارعة والطريفة علي الإنسان والحيوان، مما سترد الاشارة إليه في سياق هذا الكتاب الذي يعتبر أول كتاب جامع عن اللعب من وجهة نظر علم النفس. فقد اشتمل الكتاب علي شرح واف للنظريات السيكولوجية التي حاولت تفسير اللعب من وجهة نظر مختلف مدارس علم النفس والتربية، كما حرصت مؤلفته علي الإشارة للكثير من المراجع التي تتناول دراسات تفصيلية عن اللعب قد يهم المتخصصين الإطلاع عليها، ولم تشأ أن تزج بها في السياق العام للكتاب فيظهر في شكل أكاديمي بحت مما قد يثير ضيق القارئ العام. وقد حرصت بدوري علي أن أثبت هذه الإشارات بأرقامها في أصل الترجمة ووضع المراجع التي أشارت إليها المؤلفة كاملة في نهاية الكتاب، حتي يستطيع من أراد الإستعانة بها والإفادة منها. كما حرصت أيضاً علي أن أضمن هذه الترجمة هوامش عديدة لشرح بعض المفاهيم التي قد يغيب مضمونها عن القارئ العام، أو لتوضيح إشارات المؤلفة أحياناً إلي المجتمع الإنجليزي أو الغربي عامة، مع بيان موقف مجتمعاتنا العربية من الظواهر التي تشير إليها المؤلفة.
إذا كانت الأنشطة الأساسية للكائنات الحية موجهة لإشباع الحاجات الجسمية اللازمة لحفظ الحياة بحفظ الأنواع، فما هي الوظيفة التي يمكن أن نسندها إلي اللعب؟ كانت هنامك إجابات قديمة، أو بالأحري ساذجة، وهي أن اللعب يستخدم علي أساس أنه استجمام من عناء العمل. وقد وردت هذه الفكرة من قبل عرضا في بعض كتابات القرن السابع عشر، ولكنها ارتبطت عادة بمفكريين المانيين من مفكري القرن التاسع عشر هما شالر ولازاراس اللذين ألفا كتباً عن اللعب. ولكن هذا لا يمكن أن ينطبق علي أنشطة الصغار. فليس هناك عمل شاق سابق علي قفز قطة صغيرة خلف الكرة. والجراء الصغيرة تظل تلعب وتمرح حتي تتعب، ثم تبدأ اللعب من جديد.
يبدو أن ما يميز صغار الأطفال والحيوان من حيث الجري والقفز والدوران بلا انقطاع يدعونا إلي المناداة بنوع مختلف من التفسير. وقد قدم الفيلسوف الإنجليزي هربرت سبنسر حين كان يكتب كتابه الشهير "مبادئ علم النفس" في منتصف القرن التاسع عشر، ما يعرف الآن بنظرية "الطاقة الزائدة" في اللعب ويرجح أن هذه الفكرة في أبسط صورها، وهي أن الأطفال يلعبون للتنفيس عن مخزون الطاقة، كانت متواترة قبل ذلك بوقت طويل. وقد حصل سبنسر علي هذه الفكرة أصلاً من الكتابات الفلسفية والجمالية لفريدريك فون شالر. رغم أنه يعترف بلطف بأنه لا يستطيع أن يتذكر اسم الشاعر الألماني. وقد نادي شالر بأن اللعب تعبير عن الطاقة الفائرة! وأنه أصل كل الفنون. واعتبر سبنسر أيضاً، بعد ذلك بحوالي قرن من الزمان، أن اللعب هو أصل الفن، وأنه تعبير غير هادف عن الطاقة الزائدة. ولكنه يحاول أن يلوي الفكرة ليعطيها طابعاً تطورياً نموذجياً.
… الخ
بماذا تقيّمه؟