مدخل الى علم الاتصال

كان الاتصال ومازال عنصرا هاما فى الحياة برزت أهميته وفاعليته مع زيادة التقدم التكنولوجى فلقد هيأت عمليات التحضر والتصنيع والتحديث فضلا عن الحرب العالمية الأولى الظروف المحلية والدولية الملائمة نحو الاتصالات بين كافة المجتمعات ، الأمر الذى جعل من العالم أشبه بقرية صغيرة.

وموضوع الاتصال من أكثر الموضوعات التى شغلت اهتمام العلماء والباحثين فى فروع معرفية شتى ومجالات علمية مختلفة نذكر من أهمها علم النفس والاجتماع والسياسة والانثروبولوجيا والتاريخ ، فضلا عن انه يمثل محور اهتمام المتخصصين فى دراسة العلاقات الدولية والدراسات الادبية والعلمية والتى تصدت جميعها بالدراسة والفهم والتحليل لهذه العملية.

ومهنة الخدمة الاجتماعية هى احدى هذه المهن التى ارتبطت طبيعة الممارسة بها بالعمل على خدمة المجتمع المحلى فى كل العالم النامى إلى أن بدأت تظهر عمليات التطور الاجتماعى وإنعكاسه على المجتمع وبالتالى على اشكال الممارسة المختلفة مطالبة بعمليات اجتماعية اوسع نحو عمليات التغيير والنمو والتعامل مع الانسان من مدخل العقلانية والارادة وتهيئة وتوظيف الامكانيات البشرية فى ضوء متغيرات القرن العشرين.

ويعد الاتصال من الموضوعات الرئيسية فى الخدمة الاجتماعية لانها مهنة قائمة على الاتصال فى كافة أشكاله فالاتصال اداة لتنمية الانسان وتطور معارفه وخبراته سواء من الناحية الاجتماعية او التعليمية او التربوية أو التثقيفية او التوجيهية او السياسية حيث تلعب وسائل الاتصال دورا هاما فى تحقيق هذا الهدف ، والاخصائى الاجتماعى من خلال تواجده فى المؤسسات على اختلاف اشكالها وادوارها والتى تعمل على تنمية المجتمع يقوم بالعديد من العمليات التى تهدف إلى تسهيل التفاعل بين المواطنين وزيادة الإتصال بينهم وتنسيق جهودهم وحثهم على التضامن والمثابرة واكتساب البصيرة الاجتماعية والقدرة على تحمل المسئولية مما يساعد على أداء الادوار الملائمة لتنمية مجتمعهم ولإنجاز الأهداف المشتركة.

ومن هنا فإن دراسة موضوع الإتصال وإلقاء الضوء علي أبعاد هذه العملية يعد من الأمور الهامة والأساسية لعملية الإتصال ويشمل الكتاب ثماني فصول، وتحدد الفصل الأول في ماهية الإتصال من خلال الإتصال وخصائصه ومفهوم الإتصال.

وتعرض الفصل الثاني لموضوع أساليب الإتصال من حيث أسلوبي التعبير اللفظي والتعبير الغير لفظي.

والفصل الثالث عن مهارات الإتصال حيث تعرضنا فيه لكا من معني المهارة وأهمية المهارات في ممارسة مهنة الخدمة الإجتماعية وتصنيف مهارات الممارسة المهنية في الخدمة الإجتماعية مع الإشارة لمؤشرات بعض مهارات الإتصال وعوامل نجاح عملية الإتصال.

أما الفصل الرابع فقد تناولنا عملية الإتصال ونماذجها الأساسية، وذلك من خلال عناصر عملية الإتصال مع تحليل لتلك العناصر في ضوء بعض النماذج مع عرض لأنماط الإتصال.

وكان الفصل الخامس عن النظريات العلمية التي يعتمد عليها الإتصال.

وتعرضنا في الفصل السادس لعملية الإتصال والرأي العام من خلال عرض لتاريخ الرأي العام مع تحليله ومقومات ووسائل الإتصال وعلاقته بالرأي العام وكما تتضمن أنواع الرأي العام وطرق قياسه ولأهم مشكلات قياسات الرأي العام واختتم هذا الفصل بعرض لبعض المعايير الأساسية لنجاح قياس الرأي العام.

وكان الفصل السابع عن الإعلام حيث عرضنا فيه لكل من مفاهيم الإعلام والمفاهيم ذات العلاقة كالإعلام والدعاية والإعلان، كما احتوي علي تحليل عملية الإعلام مع عرض لوسائله وعوامل نجاح الرسالة الإعلامية، كما تضمن مستقبل ملكية وإدارة وسائل الإعلام مع الإشارة لدور الإعلام في التنمية وتحديات الإعلام المحلي في ظل العولمة.

وأخيراً الفصل الثامن بعنوان الخدمة الإجتماعية والإتصال، ويحتوي الفصل علي مفهوم الخدمة الإجتماعية وعلاقتها بالإتصال ومفهوم الإتصال بالخدمة الإجتماعية، وتلي ذلك عرض لأهمية الإتصال في الخدمة الإجتماعية وأختتم الفصل في عرض علاقة الإتصال بممارسة الخدمة الإجتماعية من خلال الإتصال في خدمة الفرد والجماعة وتنظيم المجتمع.