الادمان : انواعه ، مراحله ، علاجه

إنها لسعادة خاصة أن أكتب المقدمة لهذا الكتاب لأسباب عدة، أولها أنه من إعداد المفكر العربي الذي - بعد خبرات طويلة وعميقة والتعليم في مجالات مختلفة - أخذ علي عاتقه تحديات الإدمان في الثقافات العربية، ثانياً يجري المؤلف فحصاً عميقاً في تعقيدات السلوك الإدماني، مستخدماً الخليط من أقوال المدمنين مع خبرته الخاصة ومناهج علمية منظمة، ثالثا لأن الكتاب يهتم بفئة عريضة جداً من القراء المهتمين بالشخصية الإدمانية، وأسرهم، والمتخصصين في هذا المجال، وأخيراً وليس آخراً صناع السياسة والقرار الذين يقفون أمام أحد أهم تحديات الألفية الثالثة.

إن الإدمان والسلوك الإدماني من أشد إهتمامات العامة، فهما يمثلان قضية صحية مهمة حظيت بجدل واسع وهذا ينطلق من حقيقة أن السلوك الإدماني يتخطي الحدود مما هو طبيعي ومقبول ثقافياً إلي غير الطبيعي والغريب وغير المسئول. كما أنه يكسر حدود ما هو صحي ومقبول اجتماعياً ومجرّم قانونياً، ظغنه موضوع وخبرة عادةً ما تواجه بتناقض وإتجاه اجتماعي شديد.

وحيث إن التعامل مع المدمنين له جاذبية كالتباين في السبب وتعدد الطرق والأساليب، فإن تحديه للسياسات وللممارسة الصحية قد يساوم بعدم وضعه علي قمة الإهتمامات وانخفاض مستوي تكنولوجيته في مجال الصحة، كما قد يتسم بالتعصب والرفض لسلوك المدمن المرفوض إجتماعياً وقانونياً.

ويصور الكتاب رحلة المؤلف المهنية كمتخصص في علم الإجتماع التطبيقي العلاجي. وخبرته الواسعة مع المدمنين في مجالات مختلفة مكنته من أن يصل إلي بصيرة خاصة للوجود بشكل عام، وإلي العالم الداخلي الخاص بالشخص المدمن من منظور إجتماعي ثقافي.

وليبين رحلته، فإنه استعرض بتميز وبقوة القواعد النظرية للسلوك الإدماني سواء تعريفه أو مفاهيمه، أو تطوره وأسبابه، أو غتجاهات العلاج وأسس الشفاء منه. وقد كان أميناً مع نفسه ومع تخصصه الذي كان موضحاً في الإطار الذي طوره للعلاج وهو "كاسكو" العلاج الإدراكي العاطفي السلوكي، مستخدماً الكثير من الأدوات العلاجية، وهذا الإطار ينطلق من الكثير من النماذج النظرية والإتجاهات، كالنظرية الإدراكية، والتلم الإجتماعي، وعلم نفس الحوافز، والدراما الإجتماعية، والعلاج المتعدد، والعلاج الأسري والعلاج الروحي.

وكعالم اجتماعي متشدد في مجال البحث، فإن اتجاهي العلاجي مازال في حاجة إلي الفحص. وفي رحلة اكتشاف تعليمية لإبتكار جديد، يقدم المؤلف اتجاهاً شمولياً بمرونة وتعدد، مما يجعله جذاباً للمتخصصين المهتمين.

وفي النهاية، فإن المؤلف قد أغني نفسه بأن عكس وأعاد تصنيع خبرته الواسعة لبناء مفهوم عميق لظاهرة الإدمان. إن هذه النوعية القيمة هي التي تعطي الكتاب ميزته الخاصة.

هذا العمل العلمي إضافة ثرية للأدب في الإدمان والسلوك الإدماني. وسوف يزود المدمن وأسرته والمتخصصين المهتمين بفهم مميز قادر علي تحرير المدمن من معوقات ظرف معوق جداً. وأنا سعيد لأن المؤلف سوف ينشر الكتاب نفسه باللغة العربية، حتي يفيد القارئ العربي والمتخصصين في هذا المجال والذين هم، بدون أدني شك، سوف يرحبون بإضافة مرجع جديد كهذا في الإدمان والسلوك الإدماني.

المؤلف حاصل علي ترخيص لعلاج الإدمان من الولايات المتحدة الأمريكية وعلي البورد الدولي لعلم الإجتماع الإكلينيكي -وعلي ترخيص لعلاج القمار من الولايات المتحدة الأمريكية- وعلي ترخيص كمعالج نفس من جمهورية مصر العربية.

للمؤلف كتابات كثيرة في الصحف والمجلات العربية والعالمية المتخصصة والعامة. كما يشارك المؤلف علي الدوام في برامج التليفزيون العربي والمصري في مقابلات في مجال تخصصه.