0 نجمة - 0 صوت
عيسي بوكرموش
تصنيف الكتاب: كتب الإعلام
عدد الصفحات: 194
حجم الكتاب: 2.8 MB
مرات التحميل: 4584
يعتبر الإعلام بوسائله المتطورة، أقوي أدوات الإتصال العصرية التي تعين المواطن علي معايشة العصر والتفاعل معه، إذ أصبح للإعلام دور مهم في شرح القضايا وطرحها علي الرأي العام من أجل تهيئته فكرياً، ويحل القرن الحادي والعشرون حاملاً معه عصراً جديداً، عصراً فيه الكلمة الأولي للإعلام في ظل ثورة الإتصالات والمعلومات، تلك الثورة التي لا تتوقف مع استمرار عملية الإبتكار والتغيير، ولقد أدت هذه الثورة إلي إحداث تطور ضخم في تكنولوجيا الاتصال والمعلومات، وجعلت السماء مفتوحة تسبح فيها الأقمار الصناعية لتمتد رسالة الإعلام إلي أرجاء المعمورة، وليصبح العالم قرية الكترونية صغيرة، فالواقع يشهد أن الإعلام في العصر الحديث أصبح جزءاً من حياة الناس، كما أن بناء الدولة اقتصادياً، واجتماعياً وسياسياً، يتطلب الإستعانة بمختلف وسائط ووسائل الإعلام والإتصال، ومشروعات التنمية لا يمكن أن تنجح إلا بمشاركة الشعوب وهو أمر لا يتحقق إلا بمساعدة وسائل الإعلام، فالإعلام التنموي فرع أساسي ومهم من فروع النشاط الإعلامي، وهو قادر علي إحداث التحول الإجتماعي والتغيير والتطوير والتحديث، يتم فيه وضع النشاطات االمختلفة لوسائل الإعلام في سبيل خدمة قضايا المجتمع وأهدافه العامة أو بمعني آخر هو العملية التي يمكن من خلالها توجيه أجهزة الإعلام ووسائل الإتصال الجماهيري داخل المجتمع بما يتفق مع أهداف الحركة التنموية وومصلحة المجتمع العليا.
ومن بين أهم الأدوار التي تؤديها وسائل الإعلام، أن توسع من آفاق الناس، ويمكنها أن تلعب دور الرقيب، ويمكنها أن تتشد الإنتباه إلي قضايا محددة، وكذلك يمكن أن ترفع طموحات الناس، ويمكنها أن تصنع مناخاً ملائماً للتنمية، ولا يخفي في النهاية، ما لوسائل الإعلام من مهمات تعليمية ودور في صناعة القرارات، وهكذا تتضح أهمية وسائل الإعلام في حياة الإنسان المعاصر، وتتحدد ملامح هذه الأهمية في أن الإعلام تجاوز الأساليب التقليدية المتمثلة في نقل المعلومة فقط، إلي المشاركة الفعالة في كافة خطط التنمية، وتتبع سيرها من خلال مختلف الأنشطة والأشكال الإعلامية.
ومما لا شك فيه أن مسارات التنمية ورهانات الإصلاح فضاءات مترابطة ومتداخلة في الوقت نفسه، فالدول المتقدمة وقد خطت خطوات بعيدة في التطور الإقتصادي والتقني نجدها في الوقت ذاته قد أحاطت بمشكلاتها الحضارية والإجتماعية التي غالباً ما تنجم عن فاتورة التصنيع ومتطلبات الرفاهية كمشكلات البيئة وأزمات المدن كحوادث المرور والآفات الإجتماعية، في المقابل نجد الدول السائرة في طريق النمو والأقل نمواً تواجه تحديات اللحاق بركب التنمية من جانب وتتخبط في أزمات حضارية واجتماعية تحتاج منها تعجيلاً بالإصلاح وتداركاً أكبر، لأنها سبب لتأزم الوضع وعرقلة التنمية أيضاً، فأغلب الدول المتقدمة مثلاً نجدها ترسم سياسات للوقاية من آفة حوادث المرور التي تعد ظاهرة اجتماعية مأساوية وتضع لها خططاً لتنفيذها وترصد لها الأموال اللازمة فتنجح في تخفيض عدد الحوادث بنسبة معتبرة، وأوضحت عدة دراسات أن تحديد أهداف منشودة لتخفيض نسبة حدوث الإصابات الناجمة عن حوادث الطرق يمكن أن تحسن تنفيذ برامج توفير السلامة علي الطرق من خلال تحفيز جميع المعنيين علي الإستخدام الأمثل لمواردهم، وأشارت إلي أن الأهداف الطموحة طويلة الأجل تكون أكثر فعالية من الأهداف المتواضعة أو القصيرة الأجل.
وهذا ما يدعونا للبحث في فعالية تخطيط الحملات الإعلامية التوعوية وما تتوافر عليها من ميزات وخصائص التسويق الذي يقوم علي إستراتيجية اتصالية واضحة ومدروسة بهدف الوصول إلي عقول الجماهير المستهدفة وإحداث التغيير سواء في الأفكار أو المعتقدات أو السلوك.
بماذا تقيّمه؟