0 نجمة - 0 صوت
د/ جيهان أحمد رشتي
تصنيف الكتاب: كتب الإعلام
عدد الصفحات: 544
حجم الكتاب: 13.1 MB
مرات التحميل: 4812
أصبح الإعلام الدولي من المجالات الهامة والمؤثرة التي تحتاج إلي مزيد من الفهم والدراسة. فالإعلام تطور بشكل هائل في النصف الثاني من القرن العشرين مما قارب بين دول العالم بشكل كبير زمنياً. فنحن نعلم أن ما يحدث في أقصي أطراف الأرض ينقل في دقائق قليلة ونشاهده وكأنه يحدث في مجتمعنا مما جعل من المستحيل فصل شعب ما عن الشعوب الأخري. ولقد كان الحديث عن الإعلام الدولي يقتصر في الماضي علي صحف الصفوة، والإذاعات الموجهة، ودور وكالات الأنباء الدولية. الآن اتسع الموضوع ليتضمن برامج التليفزيون وأفلام السينما ونشاط وكالات الإعلان ودور التوابع الصناعية.
وبينما كان المهتمين بالإعلام وعلم السياسة هم المعنيين أساساً بالإعلام الدولي، أصبح ذلك المجال يشغل بال علماء الإقتصاد الذين ربطوا بين النظام الإقتصادي العالمي الجديد والنظام الإعلامي الدولي الجديد، كما ازداد اهتمام علماء الإجتماع بالقوي الإعلامية المؤثرة علي عملية التنمية والقيم الثقافية الأجنبية التي تفرض نفسها علي المجتمعات الجديدة، لذلك اتسع نطاق المهتمين بالإعلام الدولي وأصبح ذلك المجال يتسم بالحيوية وغزارة المعلومات وتنوع أساليب المعالجة. وبالرغن من صعوبة توفير كل المعلومات المطلوبة عن الإعلام الدولي في مؤلف واحد يشبع جميع الإهتمامات إلا أننا حاولنا في هذا الكتاب المتواضع أن نقدم معلومات أساسية عن قنوات الإتصال الدولية الهامة مثل الإذاعة والتليفزيون بالإضافة إلي مناقشة مشكلة عدم التوازن الحالي في نظام تدفق المعلومات. والواقع أن دور الصحافة والمجلات في حاجة إلي دراسة مفصلة وبشكل خاص صحف ومجلات الصفوة في العالم، كما أنه من الضروري استعراض دور وكالات الأنباء الدولية في دراسة أخري منفصلة مع الإشارة إلي التطور الخطير الذي طرأ علي وكالات الأنباء في دول العالم الثالث والجهود المبذولة لتحقيق التعاون الإقليمي في مجال جمع المعلومات وتوزيعها.
الفكرة الأساسية التي يمكن أن نخرج بها بعد استعراض الإذاعات الدولية الهامة وشبكات التليفزيون الإقليمية وشبه الدولية أن الإعلام يتجه في العالم نحو مزيد من المركزية، وأن التعاون الإعلامي أصبح أمراً حتمياً بالنسبة للدول الجديدة حتي تسمع العالم صوتها وتفرض نفسها. فالظروف الحالية تتسم بقدر كبير من المنافسة من قوي قديمة لها مكانة ونفوذ في عالم الإتصال، ولن تتمكن الدول الجديدة من تحقيق وجود إعلامي ما لم تتعاون مع بعضها البعض وتجمع مصادرها وما لم تفهم ديناميكية القوي المؤثرة في مجال الإتصال. فالمعرفة بمجال الإعلام أصبح أمراً ضرورياً ليس فقط للمخططين والمسئولين عن الحكم أو العاملين في حقل الإعلام ولكن بالنسبة للفرد العادي الذي يخضع لتأثير الإعلام ما لا يقل عن أربع ساعات يومياً. وبالطبع مجالات الإعلام متعددة ومتنوعة ومرتبطة بعلوم السياسة والإجتماع وعلم النفس والإقتصاد والجغرافيا واللغة. ولذلك كان من الضروري أن تتعدد المؤلفات الإعلامية التي تدخل في نطاق تلك المجالات والتي تستفيد من تلك المجالات.
بماذا تقيّمه؟