0 نجمة - 0 صوت
د/ فاروق ابوزيد
تصنيف الكتاب: كتب الإعلام
عدد الصفحات: 228
حجم الكتاب: 6.1 MB
مرات التحميل: 3695
يعترف تقرير دولي هام لمنظمة اليونيسكو بإزدهار الصحافة المتخصصة، في الوقت الذي تتزايد فيه مصاعب الصحافة العامة، حيث يذكر أن:
"الصحافة الدورية تنقسم بصفة عامة إلي قسمين رئيسيين، مطبوعات ذات اهتمامات عامة واسعة تستهدف التوزيع الجماهيري، ومطبوعات تخاطب جمهوراً من نوع خاص، وخلال السنوات الأخيرة تعرض النوع الأول منها لصعوبات متزايدة بسبب المصاعب المالية، وقد فشلت صحف دورية عديدة ذات توزيع جماهيري علي امتداد العشرين سنة الماضية، في حين ازدهرت بصفة عامة تلك الدوريات ذات الإهتمام الخاص والتي تخاطب جمهوراً بعينه".
ويؤكد نفس التقرير علي أهمية الصحافة المتخصصة، حيث يقرر أنها تقوم بما هو: "أكثر من مجرد نقل المعلومات إذ تهيئ منبراً للمناقشة ولنشر الأفكار والمبتكرات ولتبادل الخبرات والتجارب، وقد تسعي مثل هذه الدوريات إلي التأثير علي متخذي القرارات أو لتعزيز الإبداعية في كثير من المجالات مثل السياسة والآداب، والفنون والأعمال والتجارة وعلوم الطبيعة والحياة والتكنولوجيا ووسائل الإتصال، ويخدم قطاع كبير من هذه الدوريات الإهتمامات الثقافية والترويجية عن طريق إشباع الحاجات الفنية والأدبية لجماعات متنوعة من القراء".
ورغم أن الإهتمام بالصحافة المتخصصة يبدو جلياً في الدول المتقدمة، بسبب تقسيم العمل والتخصص الدقيق الذي تتسم به المجتمعات الصناعية، إلا أن السنوات العشر الأخيرة شهدت تزايداً ملحوظاً في اهتمام الدول النامية بالصحافة المتخصصة، خاصة في المجالات ذات الإهتمام الجماهيري الواسع مثل الرياضة والمرأة والفن، وبدرجات أقل في المجالات الثقافية والمجالات العلمية ذات الطابع الأكاديمي البحت.
التخصص في الصحافة له وجه آخر، فقد طرأ في السنوات الأخيرة تطور هام في الصحافة العامة اليومية والأسبوعية، حيث بدأت الجرائد والمجلات في تقديم أبواب أو صفحات متخصصة مثل صفحات المرأة والفن والأدب والإقتصاد والرياضة والعلوم والزراعة والسينما والمسرح والراديو والتليفزيون… الخ.
وهذه الصفات المتخصصة تتزايد يوماً بعد يوم في الصحافة العامة حتي صارت تحتل النسبة الغالبة من صفحاتها، وهو الأمر الذي يؤكد المقولة التي بدأنا بها هذه المقدمة، وهو أننا نعيش في عصر الصحافة المتخصصة.
ومن العرض السابق يتبين مفهومنا لإصطلاح الصحافة المتخصصة، إذ نميل إلي القول بأن الصحافة المتخصصة تقوم علي ركنين أساسيين وهما:
وعلي ضوء هذا الفهم، نعتقد بوجود نوعين من الصحف المتخصصة وهما:
النوع الأول: الصحف التي تقدم مادة متخصصة لجمهور متخصص من القراء، فالصحيفة النسائية أو الطبية أو الهندسية أو الإدارية أو الإقتصادية، تقدم مادة صحفية متخصصة لقراء متخصصين.
النوع الثاني: الصحف التي تقدم مادة متخصصة لجمهور عام من القراء، كالصحيفة الرياضية أو الصحيفة الفنية، تقدم مادة صحفية متخصصة لجمهور عام غير متخصص.
ويدخل في هذا النوع من الصحافة غالبية الصفحات المتخصصة في الصحف العامة مثل الجرائد اليومية العامة والمجلات الأسبوعية العامة.
ومن هذا المنظور فإن مفهوم الصحافة المتخصصة يشمل في رأينا كل من الصحف المتخصصة والصفحات المتخصصة في الصحف العامة.
بماذا تقيّمه؟