0 نجمة - 0 صوت
د/ شريف درويش اللبان
تصنيف الكتاب: كتب الإعلام
عدد الصفحات: 248
حجم الكتاب: 4.5 MB
مرات التحميل: 3353
إن تكنولوجيا الإتصال - رغم مزاياها المتعددة - لها عديد من التأثيرات السلبية علي المجتمع. ويجب علينا أن ندرك ذلك؛ حتي لا نقع في هوة الإنبهار بالتكنولوجيا الحديثة في عصر المعلومات. ففي أحد المؤتمرات العلمية المتخصصة التي عقدت في أواسط العام 1999م، وكان موضوعها ينصب أساساً علي تكنولوجيا الإتصال، وجدت أناساً يتحدثون بإنبهار شديد، ووجدت جمهور الحاضرين يستمع بلهفة شديدة، وكان الحاضرون تبدو عليهم أمارات الدهشة والإعجاب. والغريب أيضاً أن أحد المتحدثين كان يريد تقديم عرض لشبكة الإنترنت ومواقعها المختلفة، إلا أنه لم يستطع لأنه لم يكن يوجد في مكان انعقاد المؤتمر سوي خط تليفوني واحد يتم استخدامه بإستمرار، وبالتالي لم يمكن استخدام هذا الخط التليفوني؛ للوصول إلي الطريق السريعة للمعلومات في ظل بنية اتصالية تحتية متخلفة!!
ومن هنا، كانت الفكرة.. فكرة هذا الكتاب الذي يحاول أن يقدم رؤية نقدية لتكنولوجيا الإتصال بعد أن قدمت - أنا وغيري من الباحثين - عديداً من الكتابات الإيجابية لمزايا التكنولوجيا دون التعرض لسلبياتها. ولا شك أن كل تكنولوجيا لها تأثيرات مرغوبة وغير مرغوبة، ولا تعد تكنولوجيا الإتصال - بأي حال من الأحوال - استثناء في هذه السبيل. وفي بعض الأحيان تصبح التأثيرات غير المرغوبة للتكنولوجيا مدمرة، لدرجة تهدد بإلغاء فوائدها المنشودة.
وقد قسمنا هذا الكتاب إلي ثلاثة أبواب وستة فصول، نتناول في الباب الأول المخاطر الصحية والبيئية لتكنولوجيا الإتصال، ويركز الفصل الأول علي المخاطر الصحية لشاشات العرض المرئي، ومخاطر الإشعاع والمجالات اكهرومغناطيسية، والتأثيرات السيكولوجية للتكنولوجيا، ولعل أبرزها إدمان الإنترنت والتليفون المحمول. ويتناول الفصل الثاني المخاطر البيئية للتكنولوجيا، مثل: استهلاك الطاقة، استهلاك الورق، والأحبار وعلاقتها بتلوث البيئة، والتشريعات المختلفة للحد من تلوث البيئات الصناعية.
وعنونَّا الباب الثاني بـ "تكنولوجيا الإتصال والجريمة"، حيث تناولنا في الفصل الثالث موضوعاً مهماً، وهو تكنولوجيا الإتصال وارتكاب الجرائم في عصر المعلومات بالتركيز أساساً علي مخاطر تكنولوجيا الإتصال بإستخدام شبكة الإنترنت في مجال الجريمة. وفي الفصل الرابع، تناولنا الوجه الآخر للتكنولوجيا، حيث تركز حديثنا عن دور تكنولوجيا الإتصال في مكافحة الجريمة.
وأفردنا الباب الثالث للأخلاقيات في العصر الإلكتروني، حيث ركزنا في الفصل الخامس علي تأثيرات تكنولوجيا الإتصال علي العلاقات الإجتماعية، في حين تحدثنا في الفصل السادس والأخير عن حقوق الملكية الفكرية والثقة في الفن والصحافة في عصر أصبح يمكن فيه السطو علي حقوق الآخرين وتزييف ما قد يعتقد البعض أنها الحقيقة بعينها.
ورغم إفرادنا هذا الكتاب للإتهامات الموجهة لتكنولوجيا الإتصال في ظل رؤية نقدية متعمقة، إلا أننا لا نستطيع - بحال من الأحوال - أن ننكر أن العلم والتكنولوجيا قد غيرا وجه الحياة في القرن الماضي بدرجة أكبر من السياسة والأيديولوجيا. ويمكن القول إن فورد وإديسون قد قاما بتشكيل الخبرة الإنسانية بصورة أعمق وأوسع مما فعله لينين وهتلر.
إن الحرب الحديثة قد تصبح مستحيلة دون قدرة تكنولوجية متقدمة، تستطيع أن تتبني مفهوم "الضربات الجوية" دون تعريض القوات البرية للخطر، وتستطيع أن تتبني "حرب الصواريخ" التي يتم إطلاقها من آلاف الكيلو مترات لكي تصيب أهدافها بدقة متناهية. ونحن في هذا الكتاب، نحاول أن تستعرض وسائل تكنولوجيا الإتصال في شن الحرب علي المجتمعات الحديثة، أو بعبارة أخري التأثيرات السلبية لتكنولوجيا الإتصال علي المجتمع.
بماذا تقيّمه؟